صنفت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، المملكة المغربية، كإحدى الدول الرائدة عالميًا في حفظ القرآن الكريم، مما يعكس التزام الشعب المغربي الراسخ بتعاليم الإسلام وحفظ كتاب الله العزيز.
ويُقدر عدد حفاظ القرآن الكريم في المغرب بأكثر من مليون ونصف مليون شخص، تجسيدًا للروح الدينية العميقة والاهتمام بالتراث الإسلامي العريق في البلاد.
ويُعدّ الرقم الرسمي لحاملي كتاب الله في المغرب، والبالغ 1،628،054، دليلًا قاطعًا على مكانة المملكة المميزة في هذا المجال.
وتجدر الإشارة إلى أن 68٪ من مجموع حفظة القرآن الكريم في المغرب ينحدرون من القرى والبوادي، مما يُظهر الدور المهم للمجتمعات الريفية في نشر الثقافة الإسلامية وتعليم القرآن.
وتتميز المملكة المغربية أيضًا بوجود عدد هائل من مراكز وكُتاب تحفيظ القرآن، حيث يتجاوز عددها 30 ألف مركز، ممّا يُمثل تفوقًا كبيرًا على بقية الدول الإسلامية في إفريقيا.
ومن اللافت للنظر أن أغلب حافظي كتاب الله في المغرب ينحدرون من مناطق لغتها الأم الأمازيغية، مما يُبرز التنوع الثقافي واللغوي الغني في البلاد.
وتُقام في المغرب على مدار العام مسابقات ومهرجانات سنوية مخصصة لتعليم وتجويد وتحفيظ القرآن الكريم، إلى جانب تكريم حافظي وحافظات كتاب الله الجدد، ممّا يُسهم في تعزيز روح المنافسة الإيجابية وتحفيز الشباب للالتحاق بصفوف حفظة القرآن الكريم.
ومن بين أشهر البلدات في المغرب التي تحتفل بحافظي كتاب الله، بلدة تامسولت القروية، التي تبعد عن مدينة تارودانت بحوالي 50 كيلومترًا. حيث يتم تكريم الحافظين والحافظات الجدد وتنظيم الفعاليات الدينية والثقافية للاحتفال بهذا الإنجاز الديني العظيم.
ختامًا، يُعد تصنيف المغرب في المرتبة الأولى عالميًا في عدد حفظة القرآن الكريم شهادة قوية على الروح الدينية الراسخة والتزام الشعب المغربي، إضافة إلى التركيز الكبير على التعليم والتحفيظ الديني في مختلف أنحاء البلاد.