بينهم العرب الشيعة.. تقرير دولي يكشف عن معاناة الأقليات الدينية والعرقية في إقليم كردستان العراق!!
نشرت مجلة “فورين بوليسي Foreign Policy” العالمية المعروفة، تقريراً مفصّلاً سلّطت من خلاله الضوء على حالات التهميش والإقصاء التي تعانيها الأقليات الدينية والعرقية العالقة في إقليم كردستان العراق على يد الجهات المسؤولة هناك.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إنه “في الوقت الذي يزعم فيه المسؤولون الأكراد، أن الإقليم هو واحة للتعايش السلمي والوحدة بين المكونات طمعاً بالحصول على الدعم السياسي والمساعدات الاقتصادية من الشركاء والمانحين الأجانب، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلا أن الوضع على الأرض لم يكن وردياً على الإطلاق”.
وينقل التقرير عن المسؤول في حزب “أبناء بلاد الرافدين” السياسي الآشوري، “توما خوشابا”، تأكيده في لقاء خاص، إن “حكومة إقليم كردستان قد تدّعي التعايش والأخوة، لكن لا شيء من هذا صحيح، فمازال أبناء مكوّنه يشعرون بالكثير من التحيّز والتهميش، فعلى سبيل المثال، تشكو المجتمعات المسيحية بانتظام من الاستيلاء على أراضيها دون تعويض”، مؤكداً إن “العام الماضي قد شهد تعرّض الأيزيديين للهجمات والإساءات عبر الإنترنت بعد انتشار شائعات لا أساس لها من الصحة عن إحراق مسجد في قضاء سنجار”.
ويؤكد “خوشابا” في سياق اللقاء، إن أبناء طائفته ليسوا قادرين حتى على اختيار عامل نظافة للعمل في مدارسهم لأن (الحزب الديمقراطي الكردستاني) هو الذي يختارهم، كما لا يحق لهم تعيين (مختار) لأي من القرى والنواحي الآشورية لأنه يتم اختيارهم دائماً من قبل هذا الحزب أيضاً”.
وأضاف معدّ التقرير، الصحفي والمحلل السياسي “وينثروب روجرز”، أنه “عندما تم تشكيل برلمان كردستان في عام 1992، كان يضم خمسة مقاعد مخصصة للمسيحيين، وفي عام 2009، تمت إضافة خمس نقاط إضافية للتركمان وواحدة للأرمن، جاعلةً (11) مقعداً مخصصاً للأقليات من أصل (111) مقعداً”، مستدركاً أنه “في السنوات الأخيرة، أصبحت المقاعد المحجوزة مثيرة للجدل أكثر فأكثر، حيث اتهم ممثلو هذه الأقليات بميلهم الى الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم، أكثر من انتمائهم إلى مكوناتهم التي يفترض بهم تمثيلها”.
وأشارت المجلة العالمية الى أنه “منذ كانون الثاني الماضي، كان هناك ما يقدر بنحو (161,000) نازح يعيشون في (22) مخيماً ضمن المناطق التي تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان”، مبيّنةً أن “ما يقرب من 90 بالمائة من الذين يعيشون في هذه المخيمات هم في الأصل من محافظة نينوى، التي تضم مناطق متنوعة مثل سنجار والموصل وسهل نينوى، فضلاً عن طوائف وقوميات مختلفة بينهم الشبك، والآشوريين، والكلدان، والأيزيديين، والأكراد، والعرب السنة والشيعة، والكاكائية، والتركمان”.
واختتمت مجلة “فورين بوليسي Foreign Policy”، تقريرها بالقول، إنه “في ظل سعي الحكومة العراقية المركزية، الى إغلاق مخيمات النازحين المتبقية في إقليم كردستان، عبر إعادة تأهيل المناطق المحررة تارةً أو عبر تقديم حوافز مالية لإغرائهم بالعودة تارةً أخرى، إلا أنهم يمثلون ما وصفه التقرير بـ (المصدر الغني للأصوات الانتخابية) بالنسبة للأحزاب الكردية”، مؤكدّةً أن “إطالة أمد بقاء هؤلاء النازحين في إقليم كردستان، سوف يسمح للحزب الديمقراطي الكردستاني، أن يمارس تأثيراً أكبر على سلوك النازحين الانتخابي مما لو عادوا إلى مناطقهم الأصلية”.