في رحلة تواكب الثقافات والزمن.. هكذا تطوّرت الشعائر الحسينية في “ترينيداد وتوباكو”
نشرت مجلة “نيو لاينز New Lines” الأمريكية البارزة، تقريراً مفصّلاً تناولت من خلاله المراحل التاريخية لتطوّر شكل مراسيم إحياء ذكرى استشهاد سبط النبي الأكرم محمد، الإمام الحسين بن علي “صلوات الله عليهم” في جزيرة “ترينيداد وتوباكو” الكاريبية منذ أن جاء بها العمال الهنود من موطنهم الأصلي، وحتى وصولها الى شكلها الحالي مسمى بـ “حوساي”، مروراً بقرع الطبول الأفريقية والقمع الاستعماري الأوروبي.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، إن “جزيرة (ترينيداد وتوباكو) هي أرض العديد من الثقافات، أولها الشعوب الأصلية للجزيرة، يليها المستعمرون الإنكليز والفرنسيون والإسبان، فقبائل الأفارقة المستعبدين، الى العمال الهنود والصينيين والبرتغاليين”.
وأضاف التقرير أنه “مع اندماج هذه الثقافات واختلاطها، أصبحت العديد من الممارسات والتقاليد القادمة من جميع أنحاء العالم، مختلطةً هي الأخرى، لتستوعبها شعوب الجزيرة وتحولها بمرور الزمن، إلى شيء مختلف وجديد”، مشيراً الى أن “من بين هذه الممارسات التي جلبها المسلمون الشيعة من الهند خلال عصر العمل بالسخرة مطلع عام 1845م، هي مراسيم إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام، والتي تحوّلت تدريجياً من لفظة (الحسين) في بداية الأمر، إلى (حسين) ومن ثم إلى المحفل الكاريبي المتمثل حالياً بطقوس (حوساي) العزائية السنوية”.
وأكّدت مجلة “نيو لاينز New Lines” في سياق تقريرها، على أنه “لم يكن الاسم وحده، هو ما تغيّر في مراسيم الحداد الحسيني على جزيرة (ترينيداد وتوباكو)، فقد أثّرت العديد من جوانب الثقافة المحلية على هذه المراسيم، ففي الوقت الذي لا تتجاوز فيه نسبة المسلمين 5% من سكان الجزيرة، أي ما يقرب من (100) ألف شخص، ونسبة أقل منها تعتنق المذهب الشيعي، إلا أن شعائر الحداد الخاصة بشهر محرم الحرام، كانت قد تحوّلت الى ذكرى واسعة النطاق بين سكان البلاد على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم”.