علماء دين ومثقفون وناشطون يدعون إلى بناء مراقد جنّة البقيع كمبادرة لنبذ التطرّف وتعزيز السلمي المجتمعي
أكّدت دعوات أطلقها جمع من علماء الدين والمثقفين والناشطين في العراق، على تعظيم بناء القبور المطهرة لآل البيت الأطهار (عليهم السلام) والأولياء الصالحين، فيما دعوا الحكومة السعودية إلى الموافقة على إعادة بناء القبور المهدمة في جنّة البقيع، كمبادرة لنبذ التطرف وتعزيز السلم المجتمعي.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف، وبالتعاون مع رابطة خطباء المنبر الحسيني، بحضور جمع غفير من الباحثين والأكاديميين والناشطين.
وقال رئيس المركز الشيخ عباس القريشي في حديثه لوسائل الإعلام بينها (وكالة أخبار الشيعة): إن “الندوة حملت عنوان (بناء مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام) وأثره في نبذ التطرف وتعزيز السلم المجتمعي”.
وأوضح بأن “أهمية هذه الندوة تنطلق من ضرورة تعظيم بناء الأضرحة الطاهرة للأنبياء والأئمة (عليهم السلام) والأولياء والصالحين، بحسب ما مضت عليه سيرة المتشرّعة من المسلمين”.
وأضاف بأن “تعظيم هذه القبور الشريفة يجب أن يكون بوسائل شتى وطرق مختلفة، ومن بينها بناؤها وإعمارها؛ لما يمثل أصحابها من قيم إنسانية وتعاليم سامية، وليس لكونها فقط أماكن للتعبّد والزيارة”.
وأشار القريشي إلى أن “الباحثين والأكاديميين المشاركين في هذه الندوة بحثوا الآثار الإيجابية لبناء قبور وأضرحة الأئمة الأطهار والصالحين، تأكيداً على دورها في تعزيز السلم المجتمعي ونبذ التطرف الديني والفكري”.
وأكد بأن “بناء مراقد أئمة البقيع من أهل البيت (عليهم السلام) يمثل تعبيراً عن احترام الأمّة وتقديرها لعظمائها ورموزها، وإلا كيف نفسّر بناء مرقد النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)”.
ودعا القريشي الجهات المعنية والمنصفين إلى السعي والمساهمة في “بناء مراقد الأئمة الأطهار (عليهم السلام)؛ من أجل تعزيز الوعي الثقافي والديني، وتعزيز الانتماء والتلاحم في المجتمع الإسلامي”.
وأكّد في الوقت ذاته بأن “المراقد الشريفة تعد موقعاً للتواصل والتفاهم الثقافي والفكري بين أبناء الإسلام وغيرهم، وهدمها وعدم بنائها يعدّ سبباً في زرع الانقسام والتفرقة”.
وشدّد القريشي بأن “إعادة بناء القبور الشريفة سيرسم صورة إيجابية للإسلام والمسلمين، ويظهر بذلك قيمه السامية وشريعته السمحاء عبر العمل الجماعي وإحداث التحوّل الإيجابي في مفهوم الدين والهوية الثقافية الإسلامية”.