حذّرت الأمم المتحدة من مخاطر تفشي وانتشار وباء الكوليرا في جميع المحافظات اليمنية، بالتزامن مع تدهور الأوضاع الصحية في البلاد التي تشهد حرباً مدمرة منذ 9 سنوات.
وحذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، من تفشّي الكوليرا في أنحاء اليمن، مشيراً إلى الحاجة الماسّة لتمويل عاجل وموسّع لإغاثة ملايين الأشخاص في هذا البلد.
كما حذّر غريفيث أيضاً، في بيان مقتضب على منصة «إكس»، من تفاقم سوء التغذية، وانعدام الأمن الغذائي في اليمن مع اقتراب موسم الجفاف.
فيما أعرب المسؤول البارز بمكتب المنظمة الأممية لتنسيق الشؤون الإنسانية، إديم ووسورنو عن قلقه إزاء معاودة حالات الإصابة بهذا المرض، الظهور بين اليمنيين.
وتجسد تصريحات ووسورنو المخاوف التي تساور عدداً من مسؤولي الإغاثة الدوليين، من إمكانية خروج التفشي الحالي للكوليرا في اليمن عن نطاق السيطرة، لا سيما أن هذا البلد شهد -بحسب منظمة الصحة العالمية – تسجيل أكثر من مليونيْن ونصف مليون حالة إصابة مشتبه بها، بالإضافة إلى قرابة أربعة آلاف وفاة، منذ الإبلاغ عن أول انتشار لذلك المرض هناك في عام 2016.
ويحذر خبراء الصحة العامة من أن الحرب المدمرة قادت إلى انهيار الاقتصاد ومرافق البنية التحتية ومنظومة الرعاية الصحية، مما يسهل انتشار العديد من الأمراض، التي كان يمكن الوقاية منها بتناول اللقاحات، ومن بينها الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال.
وبحسب معطيات حديثة نشرها موقع «أل مونيتور» الإخباري الأميركي، فقد أفضت الحرب إلى خروج ما يقرب من 50% من المرافق الصحية عن الخدمة في اليمن، ما يعرقل حصول السكان على الخدمات الأساسية لهم على هذا الصعيد. ويندرج ذلك في إطار وضع إنساني متردٍ، يعاني في إطاره نحو 5 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، فيما يقف قرابة 6.1 مليون شخص على حافة المجاعة.