ذكرت صحيفة “باتريوت Patriot” الإلكترونية الهندية، أن بلادها تحتضن ما وصفتها بـ “المكان المقدس” الذي يوفّر ملاذاً روحياً للمؤمنين ممن لا يستطيعون زيارة الأضرحة المقدسة في البلدان البعيدة.
وقالت الصحيفة في تقرير مصوّر ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “هذا المكان الواقع في بلدة (جور باغ) وسط مدينة (دلهي)، هي مدرسة (دارغا شاه مردان) الدينية التي يعود إنشاؤها الى 700 عام مضت، جاعلاً منها إحدى أقدم المدارس في الهند على الإطلاق”، حيث وصفتها الصحيفةً بـ “كربلاء دلهي”.
وينقل التقرير عن المؤرخة المحلية “رنا صفوي”، قولها في لقاء خاص، إن “أصول (دارغا شاه مردان) غارقة في الأساطير، حيث يُعتقد أنه في القرن الخامس عشر أو السادس عشر الميلادي، لجأ رجل مسلم شيعي يُدعى (عارف شاه) إلى المكان الذي توجد فيه المدرسة حالياً، مستجيراً بأمير المؤمنين، الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)”، مشيرةً الى أنه “وفقاً للرواية المتداولة فإن الإمام (عليه السلام) كان قد طمأن (عارف شاه) وأنقذه من الأذى وأمره أن يبني مكاناً لإيصال رسالة أهل البيت الأطهار (صلوات الله عليهم)”.
وتضيف “صفوي”، أن “مدرسة (دارغا شاه مردان) التي تعني بالعربية (مدرسة ملك الأبطال) نسبةً الى أمير المؤمنين (عليهم السلام)، تحمل أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع المسلم الشيعي في الهند، حيث إنها تجذب مواطني البلاد، بغض النظر عن الدين أو الطبقة أو العقيدة، ليكون الجامع الأكبر لديهم هو الأمل في اعتناق الروحانية التي تملأ أرجاء هذا المكان”.
ويذكر التقرير نقلاً عن الأمين العام لجمعية “أنجومان حيدري” الإسلامية المشرفة على هذه المدرسة، “سيد بهادور عباس نقفي”، تأكيده على أن “هذا المعلم التاريخي العلمي لا يمتلك أهمية في نفوس أبناء المجتمع الشيعي في (دلهي) وحسب، وإنما لأولئك القاطنين في المدن المجاورة مثل (أوتار براديش) و(هاريانا)”، مبيّناً أن “جموع الحشود المشاركة في مراسيم (تعزية) الخاصة بإحياء ذكرى فاجعة كربلاء، تتوافد الى مدرسة (دارغا شاه مردان) من جميع أنحاء المدينة”.
وأوضح “نقفي”، أن “من معالم التاريخ الغني لمدرسة (دارغا شاه مردان)، أنه في الفترة التي سبقت تقسيم شبه الجزيرة الهندية عام 1947، كانت المنطقة التي تضم هذه المدرسة تُعرف باسم (مستعمرة كربلاء) والتي أُحيطت بأسوار عالية بتكليف من السيدة (قدسية بيجوم)، جدة الإمبراطور المغولي الأخير (بهادور شاه ظفار)، فيما تكشف روايات تاريخية عديدة، عن زيارة الإمبراطور (تيمور لنك) الى المدرسة عام 1399م، فضلاً عن استضافتها للعديد من الشخصيات البارزة مثل أول رئيس وزراء للهند، (جواهر لال نهرو)، وسادس رؤساء وزرائها (راجيف غاندي)، وغيرهم”.
واختتمت صحيفة “باتريوت” تقريرها بالإشارة الى توافد المؤمنين يومياً الى إحدى أهم أروقة مدرسة “دارغا شاه مردان” والمسمى بـ “بيبي كي تشاكي” للتبرك برؤية “حجر رحى” تاريخي يُعتقد أن السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد “صلوات الله عليهما”، كانت تستخدمه لطحن الحنطة خلال فترة حياتها المباركة.