أبدى المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، أسفه البالغ لانعدام الحرية في الدول الإسلامية التي يقودها حكّام وساسة يدّعون انتمائهم للدين الإسلامي الحنيف.
وقال سماحة المرجع الشيرازي في كلمة له نشرها الموقع الرسمي لمكتبه وتابعتها (وكالة أخبار الشيعة): إن “البلدان الإسلامية اليوم لا وجود فيها للحرية حتى للقدر الموجود في دول الغرب”.
وتابع بأنّه “ما قيمة ما وصل إليه الغرب إذا ما قيس إلى الحرية في ظل حكم الإمام علي (عليه السلام)”، مشيراً إلى أن “عهد الإمام (عليه السلام) كان عهداً استثنائياً وتمتّع فيه المسلمون وغير المسلمين بالحرية بشكل كبير وليس بشكل هامشي”.
واستدرك، “لئن كان في العالم شيء من الحرية اليوم فلا يعود الفضل فيه إلا لإمامنا أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي أسس لمفهوم الحرية الحقيقية وأوضحها لجميع البشرية”.
وأضاف سماحته بأنّ “انعدام الحرية اليوم في البلدان الإسلامية يعود إلى عدم العمل بالنهج الإلهي الشريف الذي خطه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والإمام علي (عليه السلام) خلال فترة حكومتيهما العظيمتين، وهو ما أفضى إلى سلب حرية الناس ومنعهم من حقوقهم المشروعة”.
وأشار المرجع الشيرازي إلى أن “ما يؤسف له حقاً انعدام وجود الحرية في البلاد الإسلامية التي يحكمها قادة وحكّام يدّعون انتمائهم للإسلام المحمدي الأصيل، ولكن لا يوجد حتى ذلك القدر من الحرية الموجودة في الغرب”.
ومن صور انعدام الحرية التي أشار لها سماحة المرجع الشيرازي عمليات قمع المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم المشروعة، مبيناً أن “الإمام علياً (عليه السلام) لم يقف بوجه المتظاهرين الذين خرجوا ضدّه، ولم يواجههم بالسلاح أو اعتقهم وسجنهم أو نفى واحداً منهم، بل الأعظم من ذلك أنّه (صلوات الله وسلامه عليه) استجاب لمطالبهم”.
ولفت إلى أن “الأعجب من هذا أن الإمام (عليه السلام) منح هذه الحريات للناس في عصر كان العالم كلّه يعيش في ظلّ الاستبداد والفردية في الحكم، وكان الإمام رئيس أكبر حكومة لا نظير لها اليوم سواء أكان من حيث القوة أو العدد”.
وأكد سماحته في وقت سابق بأن “على الحكّام في الدول العربية والإسلامية العمل بتوصيات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ووصيه أمير المؤمنين (عليه السلام) وبنفس السياسة التي عملا بها خلال حياتهما الشريفتين”.