نشرت مجلة “بتر ونتر Bitter Winter” الإيطالية المتخصصة بشؤون الأديان والطوائف حول العالم، تقريراً مفصّلاً تناولت من خلاله الظهور المفاجئ مؤخراً لإحدى الحركات الدينية المنحرفة بعد اندثارها وثبوت ضلال قادتها وأتباعها.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، إن “الحركة التي تحمل اسم (الدين الأحمدي للسلام والنور) هي أقرب مما تكون الى دين جديد منها الى طائفة تدّعي الإسلام، حيث يجب عدم الخلط بينها وبين (الطائفة الأحمدية) في باكستان، ففي الوقت الذي بدأت فيه الحركة الأولى نشاطها تحت شعار التشيّع، كانت الثانية أحد أشكال المذهب السني”.
وأوضح التقرير أن “حركة (الدين الأحمدي للسلام والنور) والمنشقّة عن حركة (أحمد الحسن اليماني) في العراق، قد برزت الى السطح هذه المرة بتاريخ 24 أيار 2023، وتحديداً في منطقة (كابيكولي) الحدودية بين تركيا وبلغاريا، حيث كان أتباع هذه الحركة والبالغ عددهم (104)، في طريقهم لعبور الحدود البلغارية هرباً من الشرطة التركية التي كانت تطاردهم بتهمة الهرطقة، قبل أن ينجح هؤلاء الفارّين في الوصول إلى مسعاهم والذي انطلقوا منه لتجنيد المزيد من الأتباع في القارة الأوروبية”.
وأضاف معدّا التقرير وهما كل من “ماسيمو إنتروفيني” و”كارولينا ماريا كوتكوفسكي”، أن “ما ذكره المراقبين الأكاديميين هو هذه الحركة، أنها تحمل وجهة نظر متطرفة مفادها أن أتباعها فقط هم من يمثّلون (الإسلام الحقيقي)، إلا أن أفكارها وتوجهاتها تشير الى أنها (دين جديد) يستقي أفكاره من الدين الإسلامي، وبصورة مشابهة للتشابه الحاصل بين الدين المسيحي وسلفه اليهودي من حيث التبعية الزمنية”.
وتابع “إنتروفيني” و”كوتكوفسكي” أن “الحركة الجديدة التي لم تلقَ أي استحسان أو قبول في العراق، لم تكن بأفضل حالاً حتى في بلدان وصفاها بـ (غير المتوقعة) مثل السويد، حيث يعتمد هذا النوع من الحركات الدينية الجديدة في تجنيد الأتباع، على البلدان التي تتعرض للفوضى والأزمات السياسية ومنها في عراق ما بعد 2003، والذي شهد حينها ظهور مهندس مدني من مواليد عام 1968 في البصرة، ويدعى بـ (أحمد الحسن)، بدعوى أنه التقى بالإمام الشيعي الثاني عشر، ليعلن على إثرها، بأنه (اليماني الموعود)، داعياً الناس إلى بيعته”.
وأشار الكاتبان، الى أنه بعد الفشل الذريع الذي مُنيت به هذه الحركة في العراق، فلم يظهر “أحمد الحسن” بعدها إلا لمرة واحدة في عام 2007، ليختبئ بعد ذلك، فيما تذكر بعض المصادر، أنه زار عدة دول وعاش لفترة من الزمن في السودان، فيما انقسم أتباعه دولياً إلى فصائل متصارعة مختلفة، حيث نجحت الحكومة العراقية في اختراق ممثليته في محافظة النجف الأشرف والتي تسمى بـ “الرايات البيضاء”، حيث تبيّن أن من يقودها هو شخص أمريكي من أصل مصري يدعى “عبد الله هاشم”، في حين أن مكتبهم الآخر والذي يتخذ من المملكة المتحدة، مقراً له، يسمى بـ “الرايات السوداء”.
ونوّهت المجلة الإلكترونية الإيطالية، الى أنه “في الوقت الذي وصم كِلا الفصيلين نظيره بـ (الكفر)، فإن تاريخ الشيعة، كان قد شهد ظهور العديد الحركات التي يقودها أفراد ادعوا لقاءهم بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كوسيلة للحصول على الأتباع، الى أنها جميعاً انتهت بالتشظي والانقسام دون تحقيق أي أهداف تُذكر”.