أخبارالعالم

بين التحديات والإيمان… هكذا انتشر المذهب الشيعي في “ترينيداد وتوباكو”

سردت صحيفة “مدراس كارير Madras Courier” الهندية العريقة، وعبر مقال تفصيلي، المراحل التاريخية لانتشار المذهب الشيعي في جزيرة “ترينيداد وتوباكو” الكاريبية، ودور المهاجرين الهنود في هذا الانتشار.
وقالت الصحيفة في المقال الذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، إنه “بتاريخ الـ 30 تشرين الأول عام 1884، وتحت شمس الحارقة للجزيرة، حطّ القاضي البريطاني الشهير (آرثر تشايلد) وحشد من الهنود قوامه عشرة آلاف شخص، الرحال في أرضٍ وصفتها بـ (بداية إرث من المقاومة والتحدي المتشح بثوب المراسيم العزائية)”، مبيّنةً أنه “بعد إلغاء نظام العبودية في عام 1834، نفذت مزارع السكر الضخمة في (ترينيداد وتوباكو) من العمالة المحلية الرخيصة، لتتجه منها أنظار الإقطاعيين إلى الهند التي سرعان ما توافد مواطنوها العمال من مدن (كلكتا) و(لاهور)، إلى شواطئ البحر الكاريبي”.
وأضاف المقال أنه “مع إلزام هؤلاء العمال أنفسهم بأيام عمل طويلة مقابل مبالغ زهيدة مثلما هي طبيعة العمل بالسخرة، فقد جلبوا معهم أيضاً أصناف طعامهم وملابسهم ومراسيمهم الدينية، وهو ما أوصل بالتالي، شعائر إحياء شهر محرم الحرام أو ما سُميّ بعدها بـ (حوساي) نسبةً الى اسم الإمام الحسين (عليه السلام)، إلى البحر الكاريبي”، مشيراً الى أنه “قد تم الاحتفاء بـ (حوساي) لأول مرة في هذه الجزيرة عام 1850 ليصبح بعدها هذا اليوم عطلة سنوية مجتمعية شبه دينية”.
وتذكر صحيفة “مدراس كارير” الصادرة منذ عام 1785، نقلاً عن صحف “ترينيداد وتوباكو” تغطيتها لمعالم هذه المراسيم وخصوصاً مجسّمات النعش الرمزي المسمى بـ “تعزية” والتي يتم الطواف بها في مسيرات حاشدة في شوارع الجزيرة على إيقاع الطبول وهتافات “حسن” و”حسين”، قبل إنزالها في مياه البحر عند غروب الشمس.
وتابعت الصحيفة الهندية البارزة في سياق مقالها، أن “القرن التاسع عشر كان وقتاً مضطرباً في (ترينيداد وتوباكو)، حيث أدى تزايد أعداد الهنود إلى إثارة قلق السلطات البريطانية، الى درجة أنه بحلول عام 1870، كان ربع سكان الجزيرة هم من ذوي الأصول الهندية، مما دفع بالسلطات الى إجراءات قمعية ضد المشاركين في مراسيم إحياء ذكرى عاشوراء، وهو ما تسبب في عام 1881، باندلاع أعمال شغب متواصلة، فضلاً عن حصول كساد في عمليات صناعة السكر ولعدة أعوام تلت”.
وبيّن المقال أنه “عشية يوم 30 تشرين الأول 1884، كانت قد شهدت ذروة هذه المواجهات التي أسفرت عن استشهاد اثنين وعشرين معزياً وأكثر من مائة جريح، حيث أقدمت السلطات حينها على دفن الجثث في مقبرة جماعية وبصورة متسرعة دفعت بالكثيرين الى الاعتقاد أن عدد الضحايا الفعلي كان أعلى من ذلك بكثير، حيث أطلق البريطانيون حينها على هذه الفاجعة اسم (أعمال شغب حوساي) فيما أسماها الهنود بـ (مذبحة محرم)”.
واختتمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على أنه “في خضم الأحداث والمطبّات التي رافقت انتشار مذهب آل بيت النبوة في جزيرة (ترينيداد وتوباكو)، إلا أن إقامة مراسيم (حوساي) الحسينية لم تتزايد تدريجياً وحسب، وإنما تواصلت أيضاً فعاليات إحياء ذكرى شهداء (مذبحة محرم) في عام 1884، حيث لم تتوقف مسيرات التشييع الرمزية لمجسمات (تعزية) في البلاد على إيقاع الطبول وحتى يومنا هذا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى