أكّدت مجلة “كرايدل Cradle” الأمريكية المتخصصة في الدراسات والبحوث الجيوسياسية، إن الإرهـ،ـابي السيئ السمعة، “أبو مصعب الزرقاوي” الذي لم يكن في بدايات حياته سوى “مجرم صغير” تحوّل بين ليلةً وضحاها، إلى زعيم تنظيم القـ،ـاعدة الإرهـ،ـابي في العراق، هو أحد الأصول الاستخباراتية الأمريكية المكلفة بقمع أي مقاومة عراقية للاحتلال وتأجيج الكراهية الطائفية لصالح كل من تل أبيب وواشنطن.
وقالت المجلة في تحقيق ميداني ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، إن ” الإرهـ،ـابي الأردني الجنسية والذي احتلّ المرتبة الثانية في تنظيم القاعدة بعد (أسامة بن لادن)، كان العدو الدعائي الأكثر شهرة للولايات المتحدة خلال ما يسمى بـ (الحرب على الإرهـ،ـاب)”، مضيفةً أن “الفحص الدقيق لحياة (الزرقاوي) وتأثيره على الأحداث في العراق، يظهر وبما لا يدع مجالاً للشك، أنه كان على الأرجح منتجاً وأداةً لصالح الاستخبارات الأمريكية”.
وأوضح التحقيق أن “الخبراء الاستراتيجيون ضمن صفوف المحافظين الجدد في إدارة (جورج دبليو بوش)، قد استخدموا (الزرقاوي) كـ (بيدق دعائي) لتبرير الغزو الأمريكي غير القانوني للعراق عام 2003 أمام الجمهور الأمريكي”، مضيفاً أنه “كان لهذا الإرهـ،ـابي، دور فعال في إثارة الخلاف الداخلي ضمن المقاومة العراقية للاحتلال الأميركي، وهو ما أسفر في نهاية المطاف، إلى إشعال حرب طائفية بين المسلمين السنّة والشيعة في العراق”.
وأضاف القائم بالتحقيق، الكاتب الأمريكي “ويليام فان فاغنين” والذي عمل كباحث في العراق بُعيد غزوه من قبل واشنطن عام 2023، أنه “من المعروف لدى الجميع، أن وكالة الاستخبارات المركزية هي من أنشأت تنظيم القـ،ـاعدة الإرهـ،ـابي كجزء من حربها السرية على الجيش الأحمر السوفييتي في أفغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي، ودعمت عناصر هذا التنظيم في حروب مختلفة حول العالم، منها البوسنة والهرسك وكوسوفو والشيشان حتى فترة التسعينيات، ناهيك عن الدعم الذي قدّمته هذه الوكالة للجماعات المرتبطة بالتنظيم خلال الحرب الأهلية في سوريا منذ عام 2011”.
واستغرب الكاتب في سياق تحقيقه، من الغفلة أو التغافل الذي يبديه الصحفيون والمحللون الغربيون على الرغم من كل هذه الأدلة، عبر النظر الى “الزرقاوي” وتنظيم القاعدة في العراق، كـ “عدوين لدودين للولايات المتحدة”.