أثار قرار إحدى المدارس في إيطاليا بإغلاق أبوابها يوم عيد الفطر المقبل، والسماح لتلاميذها المسلمين بالاحتفال بالمناسبة الدينية مع عائلاتهم، غضبًا واسعًا بين الوزراء والساسة في البلاد، الذين وصفوا القرار بأنه “اعتداء على القيم الإيطالية”.
وقررت إدارة المدرسة التي تُدعى “إقبال مسيح” تعطيل الدروس في 10 أبريل، تزامنًا مع احتفالات عيد الفطر المبارك، بغية تمكين الطلاب المسلمين من الاحتفال بالعيد مع أسرهم، حيث تقع هذه المدرسة، في مقاطعة بيولتيلو بالقرب من ميلانو، وهي تستقبل نحو 40% من تلاميذها من الطلاب المسلمين.
لكن هذا القرار أثار غضب العديد من الوزراء والشخصيات السياسية في البلاد، حيث اعتبروه خرقًا للقيم والهوية الإيطالية. وقد وصف ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء، الخطوة بأنها “غير مقبولة وتتعارض مع قيم وهوية وتقاليد بلدنا”، بينما أكدت دانييلا سانتانشي، وزيرة السياحة، أن “علينا ألا نبتعد عن قيمنا – قيم الغرب”.
من جهته، شن إجنازيو لا روسا، رئيس مجلس الشيوخ، هجومًا على هذا القرار، مشيرًا إلى إمكانية إغلاق المدارس أيضًا للاحتفال بالمهرجانات الهندوسية. وعبّر عدد من الوزراء عن استيائهم من الخطوة، مشددين على ضرورة الالتزام بالقيم والتقاليد الإيطالية.
من ناحية أخرى، دافع ماريو دلبيني، رئيس أساقفة ميلانو، عن قرار المدرسة، مؤكدًا أنه “إجراء مشروع”، لأن “الدين من أهم الأشياء في الحياة”.
وفي سياق متصل، عبر مفتشو التعليم عن اعتراضهم على هذا القرار، معتبرينه “مخالفًا للقواعد”، فيما دعا جوزيبي فالديتارا، وزير التعليم، إلى عدم إغلاق المدرسة، مشيرًا إلى أن أداء التلاميذ فيها لا يبرر هذا القرار.
من جانبها، عبرت مجموعة من المدرسين في المدرسة عن دعمهم للقرار، مؤكدين أنه لا علاقة له بالسياسة وأنه يعكس موقف المدرسة من التسامح والتعددية الثقافية.