عندما يلتقي الصيام بالشقاء.. تقرير خاص عن الظروف القاسية التي يعيشها النازحون اللبنانيون
نشرت وكالة “لا بريسنا لاتينا La Prensa Latina” الإخبارية اللاتينية، تقريراً استقصائياً سلّطت من خلاله الضوء على أوضاع المؤمنين من أتباع آل البيت الأطهار “عليهم السلام” ممن نزحوا عن ديارهم في جنوب لبنان بسبب الحرب الدائرة في فلسطين.
وقالت الوكالة في تقريرها الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “من بين هذه العائلات النازحة، هي عائلة السيدة (زمزم) وزوجها وأطفالهما الخمسة الذين دفعتهم ظروف الحرب الراهنة إلى التبرّك بوجبات إفطار محدودة في مطلع شهر رمضان المبارك، والتي أعدّوها في مطبخهم المؤقت والمكوّن من موقد غاز موضوع على مكتب في إحدى المدارس المحلية بمدينة (صور) الواقعة جنوبي البلاد”.
وأضاف التقرير أنه “مع حلول الساعة السادسة وبضع دقائق، والذي يعدّ وقت الإفطار بالنسبة للمسلمين الشيعة في هذه المناطق، يتناول النازحون البالغ عددهم (90,859) شخصاً، وجبة الإفطار في صمت مطبق، ووسط مزاج بعيد عن الأجواء البهيجة المعتادة والخاصة بالشهر الفضيل”.
وتنقل الوكالة التي تتخذ من العاصمة الكوبية “هافانا”، مقراً لها، عن المنظمة الدولية للهجرة، إعلانها عن تواجد ما يقرب من (1500) نازح في مبانٍ كهذا بمدينة (صور)، حيث لم يبق لهم مكان يذكر للاستيطان بعد أشهر من النوم على مراتب على الأرض، واستهلاك جميع مدخراتهم لتغطية نفقات إقامة أجواء رمضانية عادية”.
ويشير التقرير الى قيام إحدى المنظمات غير الحكومية بتوزيع حصصٍ غذائية للإفطار، إلا أن هذه الحصص غير صالحة للأكل وفقاً للعوائل النازحة، فيما ذكر شهود عيان، أن العديد من المنازل الواقعة في قرية “البستان” الحدودية قد تعرّضت لتدمير جزئي أو كلي بسبب الاشتباكات الدائرة على طول الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتضيف وكالة “لا بريسنا لاتينا” نقلاً عن إحدى العوائل المتمركزة في مدرسة محلية، تأكيدها إن “الأمر صعب على الجميع الى درجة يمكن معها القول أنهم يعيشون في زنزانة، حيث لا تتعدى حركتهم اليومية، الانتقال من الغرفة التي تأويهم إلى فناء المدرسة، والعودة منه إلى الغرفة مرة أخرى”.