أخبارالعالم

الشيعة في الهند: التأثير السياسي والمسارات المستقبلية – الجزء الثاني

ذكرت صحيفة “ذا برينت The Print” الإلكترونية الهندية، وعبر مقالها الافتتاحي الخاص ببيان الدور السياسي المهم للمسلمين الشيعة في الهند، أن الكيان السياسي الأكبر في البلاد ممثلاً بحزب “باهاراتيا جاناتا” الهندوسي الحاكم كان قد أبقى على تواصل تقليدي مع أبناء المجتمع الشيعي طوال العقود الماضية، من خلال زعاماتهم الدينية.
وقالت الصحيفة في مستهل مقالها الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “أبرز هذه الزعامات على الإطلاق، هو العلّامة البارز (كالبي جواد)، والذي يُعتقد على نطاق واسع أنه الترس الذي تدور حوله السياسة الشيعية في البلاد”، مضيفةً أن ” العلّامة (جواد) والذي يتّخذ من مدينة (لاكناو) مقراً له، كان قد تلقّى تعليمه الحوزوي في مدينة (قم) المقدسة خلال ثمانينيات القرن الماضي”.
وأضاف المقال أن “هذا الزعيم الديني البارز ينحدر من عائلة (غفران مآب) الذي يعدّ أول فقيه شيعي في الهند أبان حكم سلالة النواب الموالية لآل البيت الأطهار (عليهم السلام) وتحديداً في عهد الملك (آصف الدولة) أواخر القرن الثامن عشر”، واصفاً “جواد” بأنه أقرب ما يكون الى “البابا” بالنسبة لشيعة الهند”.
وبيّنت كاتبة المقال “سانيا دينكرا”، أن “ميل حزب (باهاراتيا جاناتا) الى رجل الأعمال الشيعي ذو المظهر الغربي (وفاء عباس)، يختلف عن سياسة الحزب التقليدية في علاقته مع القيادة الدينية الشيعية، والمتواصلة منذ أواخر التسعينيات”، مشيرةً الى أن “عباس” كان قد زعم في أكثر من مناسبة أنه لا يولي أي اهتمام للاختلافات الطائفية أو الطبقية بين المسلمين، وإنما يسعى لملأ فراغ الوجه الإسلامي الحديث في السياسة، عبر جعل المسلمين يصوتون كمواطنين مفكرين، وليس كأقلية دينية”.
وأشارت “دينكرا”، الى أن ما وصفته بـ “الجاذبية التصويتية” لهذا الوجه الشيعي الجديد، لدى عموم المسلمين، تتمثل في ثلاثة جوانب، أولها أن حزب “باهاراتيا جاناتا” سيكون في السلطة على أي حال، وتأكيده الدائم إن “على المسلمين تجنب مخاوفهم تجاه الحزب كونها لا أساس لها من الصحة”، فضلاً عن حقيقة أن الحكومات المتعاقبة والمنبثقة عن هذا الحزب في كل المركز والأقاليم، كانت غير إقصائية على الإطلاق في خطط الرعاية الاجتماعية الخاصة بها، والتي استفاد منها فقراء المسلمين أيضاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى