قالت صحيفة “لوفيغارو” إن الجدل عاد من جديد في فرنسا مع نشر صور عدة على شبكات التواصل الاجتماعي، التقطت في جامعة “ليل” (Lille)، تُظهر طالبات يرتدين الحجاب الكامل في غرفة الحاسوب، أو يصلين في باحة المؤسسة، مما أثار ردود فعل قوية.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية، في تقرير بقلم جان باتورو وإيما فيران، أن اتحاد الجامعات أشار إلى “الغياب التام لردود فعل التعليم العالي على حوادث غير قانونية تماما”، خاصة أن اتحاد الطلاب اليميني أبلغ منذ أشهر عدة عن زيادة في هذه الحوادث.
وتدافع جامعة ليل، التي تعترف باستقبال 5 طلبة إثر أنباء عن وقائع مماثلة منذ بداية الدراسة في سبتمبر/أيلول 2023، عن نفسها بشأن الصور التي بثت يوم الاثنين 12 فبراير/شباط الحالي، وتؤكد أنها لم تتلق اتصالاً بشأن هذا الموضوع، وأن “رجال الأمن يهتمون بالتذكير بالقواعد وتنفيذها” في حالة حدوث مشكلة.
وقالت الصحيفة إن الأمر لا يتعلق بليل وحدها، إذ تفاجأ الطلاب برؤية “مظاهر دينية” في الجامعة، بعد أن نشر اتحاد الجامعات مقطع فيديو لشاب يؤدي الصلاة في غرفة صغيرة بمكتبة الحقوق والاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة مونبلييه، وقال مصور الفيديو “كانت مكتبة الجامعة ممتلئة. لقد فوجئت لأنني أرى أنه ليس مكانا مناسبا للصلاة”.
وفي جامعة إيكس مرسيليا -كما تقول الصحيفة- صُوّر طالباً في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وهو يصلي في إحدى المكتبات، “ثم أبلغنا الأجهزة الأمنية -كما يقول يان سولترمان، رئيس الجامعة- وتدخلت على الفور للتحقق من كونه بالفعل أحد طلابنا”، وظهر أن “الشخص الذي صلى كان قد وصل للتو إلى الكلية. كان يحاول الاختباء قدر استطاعته، ولم يكن ذلك استفزازا”.
وشملت الحالات الأخرى نشر صور طالبات محجبات في تجمع أو يؤدين الصلاة. لكن آرثر ساباتير، المندوب العام لاتحاد الطلاب ذا الميول اليسارية يقول “بالنسبة لنا، هذه ليست ظاهرة ولا موضوعا. لم نشهد هذه المشاهد قط، ولم يبلغنا أحد عن حقيقة هذا الأمر”.
ويرى اتحاد الجامعات أن تزايد هذه الحوادث لا يرجع إلى المصادفة، ويردها إلى “الارتفاع البطيء والمستمر” في قوة اتحاد الطلاب المسلمين في فرنسا، حيث زاد عدد الأصوات الممنوحة لهذه المنظمة بشكل ملحوظ خلال الانتخابات الأخيرة.