أثار حادث العثور على مظروف به صفحتان للمصحف الشريف محروقتين جزئياً صدمة للسكان المسلمين، في بلدة مونفالكوني، التابعة لمقاطعة غُرِتْسِيَة في فريولي فينيتسيا جوليا، شمال إيطاليا، وذلك بعد أسابيع قليلة من قرار لعمدة البلدة، يخص حظر الصلاة في أماكن معينة.
وذكرت صحيفة (The Guardian) في تقرير لها تابعته (وكالة أخبار الشيعة) أن “السكان المسلمين هناك كانوا يعيشون بسلام نسبياً لأكثر من عشرين عاماً، حتى حصلت هذه الحادثة المتمثلة بحرق المصحف الشريف وقبلها بعض حوادث الكراهية”.
وتابعت بأن “جمعية دار السلام الثقافية الإسلامية في شارع فيا دوكا داوستا، استلمت المظروف الموجه إليها وبه الصفحتان المحروقتان من أحد المصاحف، بعد وقت قصير من قيام عمدة مونفالكوني اليمينية المتطرفة، آنا ماريا سيسينت، بحظر الصلاة في المباني”.
ويلفت التقرير نفسه إلى أن “مدينة مونفالكوني شهدت تنامي مرتفع في عدد السكان المسلمين والذي بلغ مؤخراً ثلاثين ألفاً، إلا أن ذلك لم يرِقْ لعمدة المدينة اليمينية المتطرّفة (آنا ماريا سيسينت)، فعمدت إلى رعاية أجندة معادية للإسلام منذ فوزها بولايتها الأولى في عام 2016”.
وتابع بأن “إحدى السياسات الأولى لسيسينت هي إزالة المقاعد الموجودة في الميدان الرئيسي للبلدة، زعم أنها كانت تُستخدم بشكل أساسي من قِبَلِ المهاجرين. وحاولت أيضاً الحد من عدد الأطفال الأجانب في المدارس”.
وأضاف بأن “الحظر الذي فرضته سيسينت على الصلاة في نوفمبر/تشرين الثاني، والذي ينطبق أيضاً على المركز الثقافي الإسلامي الثاني في المدينة، هو الذي تردد صداها أكثر من غيره”.
وبحسب تقرير الغارديان فإن “الحظر المفروض هذا جاء مع اقتراحٍ تقدم به حزب إخوان إيطاليا، الذي تقوده رئيسة الوزراء ميلوني، لإغلاق المئات من أماكن صلاة المسلمين من غير المساجد على مستوى البلاد”.
وكان ما يقدّر بنحوِ ثمانية آلاف شخص قد احتجوا في كانون الأول من العام الماضي، ضد هذه الخطوة وضد حملة سيسينت المناهضة للإسلام، والتي يعتقد كثيرون أنها تُستخدَم لتعزيز صورتها، على أمل خوض الانتخابات الأوروبية في حزيران 2024.