في ظل حكم طالـ،ـبان.. معدل هائل لخطر “وفيات الأمومة” يلاحق الأفغانيات بالمناطق النائية
حذر خبراء أمميون من تصاعد المخاطر التي تواجهها النساء الحوامل في المناطق النائية من أفغانستان، وذلك بعدما كشفت بيانات صدرت عن مؤسسات دولية، عن تزايد عدد حالات الوفاة بينهن خلال الولادة أو بعدها، سواء لتدهور أوضاعهن الصحية، أو لمحدودية الخدمات المقدمة لهن من جانب السلطات.
وتفيد أحدث الإحصائيات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية، بأن هناك 638 امرأة على الأقل يفقدن حياتهن من بين كل 100 ألف يلدن في أفغانستان، وذلك في وقت يشهد فيه هذا البلد، أعلى معدلات ما يُعرف بـ “وفيات الأمومة” في قارة آسيا. ويشير هذا المصطلح، إلى وفاة السيدة أثناء الحمل أو خلال الـ 42 يوماً التالية لنهايته، لأي سبب ذي صلة به، وليس لأسباب عرضية.
ومن جهتها، تؤكد المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال الصحة الإنجابية في أفغانستان، أن نسبة النساء اللواتي يلدن في المنزل في الأماكن النائية من البلاد، تصل إلى 80% من النسوة الحوامل هناك، وهو ما يشكل ضعف عدد من يضطررن إلى ذلك، ممن يقمن في المدن والمناطق الحضرية بوجه عام.
ونقلت وكالة “خاما بريس” الأفغانية للأنباء عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، تحذيره من أن كثيراً من النساء المقيمات في القرى النائية بأفغانستان، لا يحصلن على خدمات الرعاية الصحية اللازمة لهن خلال الحمل، ما يشكل خطورة على حياتهن في نهاية المطاف.
وشدد الصندوق، على أنه يعكف على إقامة منشآت تقدم خدمات الرعاية الصحية في هذه المناطق، من أجل أن يتسنى للنساء هناك، أن ينعمن بفترة حمل آمنة وأن يلدن بسلام كذلك، في حين حذرت منظمة “اليونيسف” التابعة للأمم المتحدة، من أن عدداً كبيراً من الأمهات الأفغانيات، يعانين من نقص الحديد وحمص الفوليك.
وكشفت “خاما بريس” عن أن “اليونيسف” تتولى تدريب قرابة عشرة آلاف قابلة وعاملة في مجال تقديم الخدمات الخاصة للحفاظ على صحة الأم والطفل في أفغانستان، بهدف مواجهة المعدل الهائل لـ “وفيات الأمومة” هناك، وذلك فيما تحذر عاملات في هذا المجال، من أن معاناة المترددات على المراكز الصحية، من الافتقار للتغذية السليمة، تسهم في حدوث مشكلات ومضاعفات، تهدد حياتهن، خاصة عند الولادة.
وفي الوقت نفسه، تشكو الكوادر النسائية في القطاع الصحي في أفغانستان، من قلة عدد العاملات فيه، وهو ما يُعزى – بحسبهن – إلى تزايد عدد النسوة اللواتي يحتجن لخدمات الرعاية في المستشفيات والمراكز الطبية، ما يبرز أهمية تعليم وتدريب مزيد من القابلات والممرضات في البلاد.