تقرير دولي شامل يكشف بالأدلة عن الواقع الجيوسياسي للمنطقة العربية ودور شيعة آل البيت (عليهم السلام) في تشكيله
نشر موقع “كاونتير كارينتس Counter Currents” البحثي العالمي، تقريراً تفصيلياً تناول من خلاله الواقع الجيوسياسي للمنطقة العربية والإسلامية ودور شيعة آل البيت الأطهار في تشكيله بالصورة الحالية.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، إن “منطقة الشرق الأوسط هي موطن أقدم الحضارات في تاريخ العالم، والتي بدأت منها أُولى عمليات التحضّر ومحو الأُمية، والتي تغطي عادةً، الأراضي الممتدة من الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وحتى الهند شرقاً، لتشمل بالمعنى الأوسع جغرافياً، جميع مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط وآسيا الوسطى، فيما يعتبر العديد من الأميركيين، ومنهم أكاديميون وسياسيون وصحفيون غربيون آخرون، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، منطقةً جغرافيةً واحدة”.
وأضاف التقرير أن “لدى غالبية سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، العديد من الخصائص المشتركة مثل اللغة والثقافة العربية، والدين الإسلامي، وما إلى ذلك، إلا أنه ومن ناحية أخرى، توجد أقليات عرقية مختلفة في كل من تلك البلدان الإقليمية، بينما ينقسم الدين الإسلامي نفسه إلى فصيلين رئيسيين، هما (الأغلبية) السنية و(الأقلية) الشيعية”، مبيّناً أن “الصراع القديم بين هذين الفصيلين، يشكّل سمةً أخرى لانقسام منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وأوضح كاتب التقرير، الأكاديمي السابق، والباحث في مركز الدراسات الجيواستراتيجية بالعاصمة الصربية “بلغراد”، الدكتور “فلاديسلاف ب. سوتيروفيتش”، أن “مولد هذا الانقسام داخل الدين، كان قد حصل بعد وقت قصير من وفاة نبيه الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) عام 632 م، عندما انقسم العالم الإسلامي العربي بين أتباع تولية آل بيت النبي (صلوات الله عليهم) لقيادة أمة الإسلام، وبين دعاة الاحتكام الى رأي أصهاره”، مبيّناً أن “مقتل الحاكم الثالث وفق النظرية الثانية عام 656 م، وانتخاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، كان قد أدّى إلى اندلاع ما وصفه بـ (أول صراع مسلح) أو (الحرب الأهلية) الأولى بين المسلمين، والتي انتهت بمعركة الجمل في 7 تشرين الثاني عام 656 م بمدينة البصرة جنوبي العراق، حيث كان النصر فيها لخليفة رسول الله، ضد أنصار أرملته عائشة، وليتواصل بعدها هذا الانقسام الذي أسفر فيما بعد، عن استشهاد أمير المؤمنين، ومن بعده بسنوات قليلة، نجله الإمام الحسين (عليهما السلام)”.
وبيّن “سوتيروفيتش”، أن “أكبر نسبة من المسلمين الشيعة اليوم ضمن منطقة الشرق الأوسط، موجودة في إيران بنسبة (90-95%) من السكان، تليها البحرين بنسبة (65-75%)، ومن بعدهما العراق (60-70%)، ولبنان (45-55%)، واليمن (30- 40%)”، مضيفاً أنه في الوقت الذي يبلغ فيه الصراع السياسي المؤطّر بإطار طائفي، ذروته بين الحكومتين السعودية والإيرانية، معززتين بأذرعهما في المنطقة، إلا أن العراق يعدّ هو الحاضن للمواقع الدينية الأكثر قدسية لدى المسلمين الشيعة في جميع أنحاء العالم”.
وأكّد الكاتب في ختام تقريره، إن “منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي منطقة تعتبر فيها الجغرافيا والتاريخ عاملين مهمين في الفترة المعاصرة، فهي تعدّ أساساً منطقة فريدة من نوعها في العالم من حيث الجغرافيا والجغرافيا السياسية، حيث تلتقي فيها ثلاث قارات (أوروبا وإفريقيا وآسيا)، فإلى جانب كونها المنطقة التي تمثّل نقطة محورية لتطوّر الحضارات الأولى تاريخياً، فهي من الناحية الاستراتيجية، تُعتبر منذ الأزل، منطقة ذات قيمة كبيرة كمفترق طرق للتجارة أو الرحلات الدينية أو كممر للصراعات، أو حتى كبوتقة التنمية الثقافية”.