مقال إندونيسي: ثورة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء… شهادة تلهم الثوار وتحدد ملامح الانقسام الطائفي
نشرت صحيفة “إنتصاري Intisari” الإلكترونية الإندونيسية، مقالاً افتتاحياً بيّنت من خلاله، المراحل والأحداث المؤدية الى وقوع فاجعة كربلاء الخالدة واستشهاد سبط رسول الله، الإمام الحسين بن علي “صلوات الله عليهم أجمعين”.
وقالت الصحيفة في مستهل مقالها الذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، إن “إنطلاق سلسلة هذه الأحداث، بدأت مع استشهاد سيد الكونين، وخاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله) والصراعات الحاصلة حول من سيخلفه في قيادة الأمة”، مشيرةً الى أن الاصطفاف الحاصل وراء الآراء القائلة بوجوب توليّ أمير المؤمنين وصهر النبي، علي بن أبي طالب “صلوات الله عليهم”، وبين من إرتأى إختيار غيره، كانت أولى محطات الإنشقاق بين المسلمين”.
وأضاف المقال أن “من بين الحلقات المهمة في مسلسل الخلاف الداخلي، هي مقتل عثمان على يد جماعة معارضة غير راضية عن قيادته، ليصبح بعدها الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، خليفة رسول الله في قيادة أمة الإسلام، لتنتهي هذه المرحلة أيضاً باستشهاد أبي الحسنين (سلام الله عليهم)”.
وتابعت صحيفة “إنتصاري” أن معاوية الذي وصفته بـ “العدو الأول” للإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام”، كان قد سعى للاستيلاء على السلطة خلال هذه المرحلة في الوقت الذي أعلن فيه المسلمون على الفور، تعيين نجله الإمام الحسن “عليه السلام”، خليفةً جديداً في عاصمة الخلافة بالكوفة، إلا أن الاتفاق الحاصل بين الرجلين، ونقض معاوية للعهود المبرمة بينه وبين سبط رسول الله “صلوات الله عليهما” بعد استشهاد الإمام، قد أفضت الى تفرّده بالسلطة ومن ثم التآمر لتنصيب ابنه يزيد خلفاً له بصورةٍ ناقضت جميع أشكال إختيار الخلفاء في السابق، عبر توجيه الأوامر الى الرعية بإعلان قسم الولاء والبيعة ليزيد الذي كان الكثير من المسلمين، غير راضين عن توليه السلطة.
وأوردت الصحيفة الإلكترونية الإندونيسية في سياق مقالها، بعضاً من تفاصيل اندلاع موقعة كربلاء، وإرسال يزيد لقواته من أجل محاصرة وإبادة قافلة الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه الكرام، فضلاً عن كمّ الشجاعة والإباء اللتين أبداهما معسكر الإمام “عليه السلام” رغم عدم تكافؤ القوتين ومنع الماء والطعام عن هذا المعسكر الذي رفض أتباعه ترك أبي الأحرار “عليه السلام” حتى بعد أن أعطاهم حرية المغادرة والنجاة بالنفس.
واختتم المقال سرد هذه الأحداث، بالإشادة بالبطولات التي أظهرها أنصار سيد الشهداء “عليه السلام” حتى اللحظات الأخيرة من القتال بمن فيهم النساء والأطفال، مؤكداً إن من الآثار الكبرى لمعركة كربلاء، لم تكن صدمة المسلمين على وقوع هذه الفاجعة التي أصبحت أحد أسباب الإطاحة بسلطان الأمويين فيما بعد وحسب، وإنما دورها الفاعل أيضاً في إلهام الحركات التحررية في العصور اللاحقة.