بينهم مراسل لقناة تلفزيونية شيعية.. حملات مسعورة تشنّها “طالـ،ـبان” ضد الصحفيين و”مراسلون بلا حدود” ترفع صوت الاحتجاج
دعت منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية، إلى إطلاق سراح صحفيين تم اعتقالهما بفارق أسبوع واحد فقط داخل أفغانستان مؤخراً، أولهما أثناء قيامه بالتغطية الإعلامية للأحداث الجارية في البلاد، والآخر بعد محاكمته والحكم عليه خلف أبواب مغلقة، مشددةً على وجوب إيقاف سلطات حركة طـ،ـالبان، عن مطاردة وسائل الإعلام المستقلة.
وقالت المنظمة في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني الرسمي والذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، إن “حرية الصحافة في أفغانستان، كانت قد انهارت منذ أن استعادت حركة طالـ،ـبان السلطة في عام 2021، حيث تعرّض صحفيو البلاد، الى الاعتقال التعسفي، فيما تم قمع وسائل الإعلام المحلية المستقلة بصورة ممنهجة”.
وأضاف التقرير نقلاً عن المنظمة، دعوتها عبر بيان صحفي، سلطات طالبان إلى إطلاق سراح مدير شبكة (راديو نسيم) الإذاعية، (سلطان علي جوادي) ومراسل قناة (تمدّن) التلفزيونية، (عبد الرحيم محمدي) فوراً وإنهاء حملة الترهيب التي تشنها ضد الإعلاميين في البلاد.
وأكّدت منظمة “مراسلون بلا حدود”، إنه “لم تقدم المديرية العامة للإستخبارات الأفغانية أو ما تٌعرف محلياً بـ (GDI) ولا السلطات المحلية، على تقديم أي معلومات حول سبب اعتقال (محمدي) أثناء أداءه لعمله في إقليم قندهار الجنوبي في 4 كانون الأول الجاري”، مشيرةً الى أن “المراسل العامل في قناة (تمدّن) التلفزيونية الخاصة بتغطية أخبار الأقلية الشيعية في أفغانستان، كان قد تعرّض للإعتقال عند نقطة تفتيش تابعة لطـ،ـالبان بزعم عدم تقديمه أوراقه الثبوتية، حيث ثم تم وضعه رهن الاحتجاز”.
وأضافت المنظمة أنه “قد تم صدور حكم على (جوادي)، الذي أٌغلقت السلطات مقر محطته الإذاعية، والواقعة في مدينة (نيلي)، عاصمة إقليم (دايكوندي) بوسط البلاد، بالسجن لمدة عام بتهمة (نشر دعاية ضد إمارة أفغانستان الإسلامية) و(التجسس لصالح جهات أجنبية كافرة)”، مشيرةً الى أن الصحفي المعتقل، قد أُحيل بعدها الى المحاكمة أمام محكمة محلية والتي عّقدت خلف أبواب مغلقة ودون حضور محامٍ عن المتهم على أقل تقدير”.
وأكّد تقرير المنظمة، إن “إذاعة (نسيم) كانت تتعرض للإضطهاد لمدة ثلاثة أشهر متتالية، فمنذ 27 أيلول الماضي، تم إعتقال (جوادي) من قبل مديرية الـ (GDI) لفترة وجيزة الى جانب اثنين من زملائه، وهم كل من (سيف الله رضائي)، و(مجتبى قاسمي)، حيث أقدم عناصر المديرية على مصادرة معداتهم، وإغلاق مدخل محطة الإذاعة التي لم تبث برامجها منذ ذلك الحين”.
وأشار التقرير الى أنه “تم القبض على الصحفيين الثلاثة مرة أخرى في منازلهم بتاريخ 7 تشرين الأول بتهمة (التعاون مع وسائل الإعلام الأجنبية المنتقدة لحركة طالـ،ـبان)”، مبيّناً ان “حملة القمع الحالية على وسائل الإعلام، قد سبقت إعتقال تسعة صحفيين في خمس محافظات أفغانية في غضون أسبوع فقط في النصف الأول من شهر آب الماضي، حيث تعرّضت ثلاث من وسائل الإعلام المملوكة للقطاع الخاص والتي كانت تعمل في مقاطعة (دايكوندي) قبل وصول طالـ،ـبان على السلطة، الى النهب والتخريب بعد سقوط الحكومة السابقة، فيما استولت مديرية الـ (GDI) على معدات الوسائل الإعلامية الأخرى، فضلاً عن إعتقال مجموعة أخرى من العاملين في مجال الإعلام دون تقديم السلطات المحلية، أي تبرير رسمي لإعتقالهم”.
يذكر أن أفغانستان تحتل المرتبة (152) من بين (180) دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2023 والذي أعدته منظمة “مراسلون بلا حدود”، حيث تم قتل ثلاثة صحفيين في أفغانستان منذ بداية العام، ولا يزال اثنان آخرين قيد الإحتجاز حالياً.