مدينة النجف الأشرف بين الماضي والحاضر حسب تقرير لوكالة “ناسا” الفضائية
نشر موقع “إيرث أوبزرفتوري Earth Observatory” البحثي التابع لوكالة “ناسا” الفضائية العالمية، تقرير خاصاً تناول من خلاله التغييرات التي طرأت على مدينة النجف الأشرف خلال العقدين الماضيين.
وقال الموقع في تقرير المعنون بـ “النجف المتغيرة”، والذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “مدينة النجف الأشرف تقع غربي نهر الفرات في جنوب العراق وعلى بعد حوالي (160) كيلومتراً جنوبي العاصمة بغداد”، مضيفاً أن “موقع المدينة القديمة وكما يشير اسمها الذي يعني (التل المرتفع) باللغة العربية، يطلّ على وادي ذي مستنقعات في وسطه وإلى الغرب منه”.
وأورد التقرير، صورةً طوبوغرافية تم التقاط الجزء الأيمن منها بواسطة جهاز “”Operational Land Imager ” أو OLI”” عبر القمر الصناعي “Landsat 8″ بتاريخ 7 آب 2023، والذي يمثّل الأراضي الرطبة بشكل بارز بحكم تساقط الأمطار فيها من حين لآخر، فإلى جانب المياه المستحصلة من قنوات الري والينابيع الطبيعية والمناطق الحضرية والآبار الارتوازية، ستجد البرك مستقرها الأخير في هذا المنخفض لتشكّل المسطح المائي المعروف عالمياً بـ (بحر النجف)”.
أما الجزء الأيسر من الصورة، والذي تم التقاطه بواسطة جهاز استشعار ” Enhanced Thematic Mapper Plus” أو “ETM+” عبر القمر الصناعي “Landsat 7″، فيظهر المنطقة نفسها بتاريخ 20 أيار 2003، حيث يُلاحظ التوسع الكبير للأحياء الواقعة شمال المدينة على طول نهر الفرات، كما زاد عديد سكان المدينة بنحو (360) ألف نسمة خلال فترة عقدين من الزمن وفقاً للبيانات السكانية الصادرة عن الأمم المتحدة، كما أن المقبرة الواقعة شمال غربي المدينة القديمة، تنمو بسرعة أيضاً، حيث تذكر تقارير صحفية، أنه يتم دفن حوالي (50) ألف شخص فيها سنوياً.
وأضاف الموقع البحثي العالمي، أن “هنالك طريقين يعبران بحر النجف، فيما تقع مجموعة من الأراضي الزراعية على حافة البحر”، مبيّناً أن “مدينة النجف القديمة، تشتهر باحتضانها ضريح صهر النبي محمد وابن عمه، الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، لتكون بذلك من بين أقدس المدن في الإسلام الشيعي، وبالنظر لأهميتها التاريخية والدينية، فقد أصبحت المثوى الأخير لملايين الأشخاص في مقبرة (وادي السلام) التي تعدّ بدورها إحدى أكبر المقابر في العالم”.
وفيما تذكر مصادر تاريخية، أن بحر النجف كان قد جفّ في الماضي، إلا أن الطقس الرطب في السنوات الأخيرة، قد ساعده على النمو إلى أكبر حجم له منذ عقود، حيث يعتقد باحثون من جامعة بغداد، أن التوسع في تربية الأسماك على الجانب الغربي من البحر، سوف يساعد في زيادة منسوب المياه، فيما بدأت العديد من المزارع المحلية بتركيب آبار ارتوازية منذ إنشائها في منتصف عام 2010، وهو ما دفع بمنطقة بحر النجف، إلى النمو بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين، وفقاً لتحليل صادر عام 2022.