صحيفة تركية: معركة “صفين” هي أهم حدث في التاريخ الإسلامي – الجزء الثاني
تابع البروفيسور “د. عبد الرحمن كوتلو”، وعبر مقاله المنشور في صحيفة “وانس فاتان Once Vatan” الإلكترونية التركية، بيانه لسلسلة الأحداث المؤدية الى ما وصفها بـ “حرب صفين” الأهلية وصي رسول الله، علي بن أبي طالب “عليهما السلام”، وبين سليل الطلقاء معاوية بن أبي سفيان “عليهما لعائن الله”.
وأوضح “كوتلو” في سياق مقاله الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، أن “مقتل عثمان بن عفان في منزله، كان سبباً للتطوّرات اللاحقة، الى درجة تمت معها تسمية حادثة القتل هذه بـ (الفتنة الكبرى) في التاريخ الإسلامي”، مضيفاً أن “والي دمشق، معاوية بن أبي سفيان، والذي ولّاه عثمان لهذا المنصب، لم يتقبّل جهود الإمام علي (عليه السلام) في إيجاد قتلة عثمان، مما دفعه في بادئ الأمر، الى القتال الى جانب جيش عائشة الذي قادته آنذاك من فوق جملها، لتُعرَف منذ ذلك الحين في التاريخ الإسلامي، بـ (معركة الجمل) الشهيرة”.
وبيّن المقال أن “معاوية عمد بعدها الى السير بجيش قوامه (100) ألف الى منطقة (صفين) بالقرب من نهر الفرات في سوريا عام (657م) فيما تشير المصادر إلى أن جيش الإمام علي (عليه السلام)، قد بلغ (130) ألف شخص، حيث استمرت هذه الحرب لمدة ثلاثة أشهر بشكل متقطع”.
وأشار كاتب المقال الى أنه “عندما كان الجيش الأموي على وشك الهزيمة، طلب معاوية من جنوده، أن يعلقوا صفحات من القرآن على رماحهم، ليدعو بعدها الى أن يتم الفصل في الصراع وفقاً للقرآن”، مؤكداً أنه “على الرغم من أن حضرة الإمام علي (عليه السلام)، كان قد أخبر أتباعه أن هذه الفعلة ليست سوى خديعة نكراء، إلا أنه لم يستطع حملهم على الاستماع، مما دفع بـ (10-12) ألف شخص، الى ترك جيشه، والذين سمّوا فيما بعد بـ (الخوارج)”.
وينقل الكاتب عن مصادر تاريخية، قولها إن “ما يصل الى (70) ألف شخص، قد قتلوا من الجانبين في هذه المعركة، قبل أن يحصل معاوية بالحيلة والمكر، وعبر شراء ذمم المحكمين، على شرف الجلوس مع الخليفة الشرعي على قدم المساواة ومناقشة مسألة الخلافة”.
وأشارت صحيفة “وانس فاتان” في ختام مقالها، الى “استمرار الفتن والمؤامرات من قبل المعسكر الأموي، حتى أسفرت في نهاية المطاف، عن استشهاد أبي الحسن (عليه السلام) على يد الخوارج، وانتهاء جميع العوائق أمام معاوية، ليؤسس بعدها نظام السلطنة الوراثية الأموية عام (661م) والتي لم تشق عصا المسلمين في جميع أرجاء العالم فحسب، وإنما أوجدت إشكاليات في فهم القرآن بشكل كافٍ مع مرور الوقت، ومهّدت الطريق أمام دخول عملاء الإمبراطوريات المعادية إلى المجتمعات الإسلامية لتدميرها من الداخل”.