محذراً من تغلغل السياسة في الدين… كاتب إندونيسي يستشهد بأئمة أهل البيت كضحايا لهذا التغلغل
حذّر مقال افتتاحي منشور عبر إحدى أشهر الصحف الإندونيسية، من مخاطر استغلال الدين الإسلامي الحنيف، من قبل السياسيين الانتهازيين، كوسيلة تبرر الوصول الى غاياتهم الدنيوية الضيقة.
وقالت صحيفة “كليك إنكاران Klik Anggaran” في مقالها المعنون بـ “الدين والسياسة: بين السلعة والانتهازية” والذي ترجمت مضامينه، وكالة “أخبار الشيعة”، إن “أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) كان قد أُستشهد بضربة من سيف الخارجي (عبد الرحمن بن ملجم) كنتيجةً للتحريض المتواصل من قبل خصومه السياسيين الطامحين بمنصب الخلافة تحت ذرائع وحجج واهية”، مبيّنةً أن خطورة هذه المسألة تتمثل بأن كل جريمة تشرعها المسلمات الدينية، سوف تبدو على الدوام بادرةً نبيلة، ومثالها أن (ابن ملجم)، وحتى الحكم عليه بالقصاص، كان موقناً أن فعلته الشنعاء هذه، هي قربةً الى الله تعالى، على الرغم من أنها لم تكن أكثر من تطبيق عملي لدوافع سياسية مبيّتة”.
وأضافت الصحيفة أن ما وصفته بـ “القصة المأساوية التالية” في هذه السلسلة، هي استشهاد الإمام الحسين بن علي “عليهما السلام” على أرض كربلاء بُعيد محاصرته على يد أزلام الطاغية يزيد بن معاوية بدافع الحفاظ على السلطة السياسية التي استولى عليها الأخير، والتي كان من نتائجها إقدام يزيد على ذبح الأبرياء وفي مقدمتهم الحفيد الحبيب للنبي محمد “صلوات الله عليهما” بل وتعدّى هذا القدر من الإجرام في وقت لاحق عندما جعل من الرأس الطاهر لسيد الشهداء “عليه السلام”، لعبةً في بلاط القصر الأموي وبصورة قاسية الى درجة تجعل منها غير قابلةٍ للتصديق تقريباً، حسب وصف الصحيفة.
وأكّد كاتب المقال، الصحفي والكاتب “رياض أراسي”، إن “الحقيقتان التاريخيتان أعلاه قد أثبتتا وبصورة جازمة، أن الزواج بين الدين والسياسة سيؤدي إلى الانقسام، وليس عبر الاحتكاك الأيديولوجي وحسب، وإنما عبر العنف والكراهية وسفك الدماء أيضاً، بحيث يصبح الدين خالياً من الحب تماماً، في الوقت الذي تفشل فيه السياسة في تحقيق الرخاء، حيث لا تنطبق هذه الأمثلة في سياق الإسلام فقط، ولكن في الأديان الأخرى أيضاً.
وبيّن “أراسي” أن “في جمهورية إندونيسيا نفسها، أصبح الدين سلعةً رائجةً عند التعامل مع الأحزاب السياسية، وخصوصاً في مواسم الانتخابات، الذي يتحول المرشحون عند حلوله، إلى إسلاميين ملتزمين بزيارة المدارس الإسلامية، وزيارة الأضرحة المقدسة، ورجال الدين، بل أن بعضهم تحوّلوا فجأة، الى مؤذنين للصلاة من على شاشات التلفزيون، مستغلين بذلك قدرة الدين على تعبئة الجماهير من أجل زيادة أعداد أصوات الناخبين لصالحهم.