الأفغانيون الشيعة يعربون عن مخاوفهم بشأن تصاعد الاغتيالات والهجمات المرتكبة ضدّهم
أعرب سكان بلدة جبرائيل في إقليم هرات الأفغاني، وأغلبهم من الهزارة الشيعة، عن مخاوفهم بشأن تصاعد الاغتيالات المستهدفة لهم، مشيرين إلى أن عمليات القتل هذه تمثل جزءاً من إبادة جماعية مستمرة ترتكب ضدهم.
وأكد السكان الشيعة في تصريحات صحفية ترجمتها (وكالة أخبار الشيعة) أن “حركة طــ،ــالبان كانت قد توعدت خلال تسلمها الحكم أنها ستعمل على إرساء الأمن الشامل في جميع أنحاء أفغانستان، ولكن ذلك لم يتحقق بالنسبة لأبناء المكون الشيعي”.
وتابعوا بأن “الحركة ذاتها التي تدّعي توفير المياه للمواطنين نظّمت العديد من الهجمات ضد مواقع الهزارة الشيعية مما أدى إلى سقوط مئات الضحايا”.
وشهدت مدينة هيرات مؤخراً موجة من الاغتيالات المتعمدة والمنظمة التي استهدفت مجتمع الهزارة. وتشير التقارير إلى أنه في الشهر الماضي وحده، وقع ثلاثة عشر شخصًا، من بينهم علماء دين وزعماء، ضحايا لجرائم قتل علنية حيث اغتيلوا في هيرات. ومن المثير للدهشة أن حركة طالبان لم تلاحق ولم تحاكم أي مرتكبين مسؤولين عن عمليات القتل هذه.
وتؤكّد مصادر محلية أن “أفراداً مسلحين يستقلون سيارة فولدر بيضاء اللون هاجموا عربة ذات ثلاث عجلات تقل ركاباً. وأدى هذا الهجوم إلى سقوط ستة ضحايا، من بينهم مقتل اثنين من علماء الدين الشيعة، وإصابة ثلاثة آخرين فيما لاذ المجرمون بالفرار دون ملاحقة قانونية”.
وبحسب المعلومات المنشورة فإن من بين ضحايا هجمات الأسبوع الماضي محمد حسن حميدي إمام مسجد أبي الفضل العباس عليه السلام ومحمد تقي صديقي إمام مسجد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.. ولم تبدِ حركة طالبان أي رد فعل فوري على هذا الحادث، لكن وزارة الداخلية التابعة للحركة أصدرت بياناً بعد ساعات، وصفته بأنه هجوم إرهابي.. ولم يشر بيان طالبان إلى أي نية للتحقيق في هذه القضية.
يأتي ذلك فيما وقع في وقت سابق اثنان من علماء الدين في هيرات ضحية إطلاق نار. وأصيب الشيخ رجب أخلاقي وخادم حسين هدايتي بالرصاص أثناء توجههما إلى المسجد لأداء صلاة الظهر أمام مسجد سيد الشهداء عليه السلام في بلدة جبرائيل.
وفي الوقت نفسه، كشفت تحقيقات لصحيفة (هشتْ صُبح) أنه في أقل من أربعة أيام وقع شخصان في منطقة جوزارا في هيرات ضحية لإطلاق نار مميت وذلك بتاريخ يوم الأحد التاسع عشر من شهر تشرين الثاني المنصرم.. حيث جرى قتل المواطنين الشيعين الشابين بالرصاص في قرية قصر الأنبياء.. أعقبها مقتل شخص في قرية غوران بمنطقة جوازارا في هرات.
وتشير مصادر موثوقة إلى أنه في حوالي الساعة السابعة مساءً من مساء الخميس الماضي، تعرض محمد نائب لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين أثناء توجهه نحو المسجد لأداء الصلاة. وفي حادثة غامضة أخرى، تم اكتشاف جثة شاب في قرية ساروستان في منطقة إنجيل بولاية هرات.
وعلى الرغم من سلسلة الاغتيالات الغامضة المستمرة في هيرات، لم تظهر حركة طالبان ردًا جديًا على هذه الأحداث. ومع ذلك، بعد أن قام سكان جبرائيل بإحضار جثث الضحايا إلى الشوارع وطالبوا بالعدالة، نسب مسؤولو طالبان المحليون في هيرات عمليات القتل هذه إلى خصومهم.