صحيفة إندونيسية توضح تاريخ إقامة مراسيم فاجعة كربلاء الخالدة وأهم الدروس منها
أوضحت صحيفة “انتصاري” الإلكترونية الإندونيسية، وعبر مقال افتتاحي، تاريخ إقامة مراسيم إحياء ذكرى فاجعة كربلاء الخالدة، مع أبرز أهم المعالم والدروس المستنبطة من هذه المراسيم.
وقالت الصحيفة في مقالها الذي ترجم مضامينه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة وتابعت الترجمة وكالة أخبار الشيعة، إن “طقوس (تبويك) الحسينية المحلية، كانت قد أُقيمت لأول مرة في جزيرة (سومطرة) الغربية من قبل المسلمين الشيعة الهنود المنخرطين ضمن قوات (سيباهي) الخاضعة لأمرة الجيش البريطاني خلال تواجدها في هذه المنطقة بين عاميّ (1826) و(1828م)”.
وأضاف المقال أن “هذه الطقوس تمثّل إحياء ذكرى استشهاد حفيد رسول الله، الإمام الحسين بن علي (صلوات الله عليهم)، على غرار المراسيم المقامة عند حلول هذا الذكرى سنوياً في كل من الهند وإيران والعراق ودول أخرى”، مبيّناً أن لفظة “تبويك” مأخوذة من الكلمة العربية “تابوت” والخاصة بوصف النعش الرمزي الذي يحتضن الجسد المقطّع لسيد الشهداء “عليه السلام”.
وأوضح كاتب المقال “عفيف خويرول” أن “من بين مراحل إقامة هذه الطقوس، هي حمل النعش الرمزي لصاحب المصاب (عليه السلام) حول المدينة قبل إنزاله في النهر أو البحر كرمز للاحترام والحزن على فاجعة استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)”، مبيّناً أن “غالبية المشاركين في هذه المراسيم من أبناء المجتمع المحلي الإندونيسي في الوقت الراهن، هم من المسلمين السنة”.
وأكّد “خويرول” إن “طقوس (تبويك) تحمل معنىً عميقاً بالنسبة لمجتمع (باريامان) المحلي، سواء من الناحية الدينية أو الثقافية، فهي تعدّ شكلاً من أشكال الاستذكار لشهادة الإمام الحسين (عليه السلام) في موقعة كربلاء، فضلاً عن كونها من معالم استقبال شهر المحرم الحرام، ذي القدسية الكبيرة في التقويم الإسلامي”.
وتابع الكاتب، أن “هذه الطقوس تعدّ أيضاً، شكلاً من أشكال الصلاة والأمل في الحصول على البركة والحماية والسلامة من الله سبحانه وتعالى، كما تعتبر من الناحية الثقافية، من بين طرق الحفاظ على الثقافة المحلية الجامعة بين العبادات الإسلامية والفلكلور الهندي الذي جاء به المهاجرون الأوائل، وأحد مظاهر التعبير الفني والإبداع المجتمعي، والذي يظهر من خلال الموسيقى والملابس والديكورات المعتمدة خلال إحيائها”.
وأضاف كاتب المقال أن “هذه الطقوس تعكس التكاتف والتعاون المجتمعي، عبر المشاركة الجماهيرية في عملية صنع مجسّمات الـ (تبويك) والاحتفاء بها، كما تسلّط الضوء على القيم النبيلة التي تستحق الاقتداء بها، كالشجاعة والوفاء والصدق”، داعياً في ختام مقاله الى “الحفاظ على هذه الطقوس وتطويرها باعتبارها تراثاً ثقافياً للأمة، وجزءاً من هويتها الدينية، وعامل جذب مهماً للسياحة المحلية والأجنبية”.