أخبارالعالم

(بوتقة الانصهار).. تقرير صحفي يشيد بمشاركة جميع الطوائف والأديان لمدينة هندية في استذكار فاجعة كربلاء

نشرت صحيفة “ديكان هيرالد” الهندية شبه الرسمية، تقريراً مفصّلاً أشادت فيه بمشاركة جميع طوائف وأديان إحدى مدن بلادها، في مراسيم استذكار فاجعة استشهاد سبط النبي الأكرم، الإمام الحسين بن علي “صلوات الله عليهم”.
وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمه مركز كربلاء للدراسات والبحوث وتابعته وكالة أخبار الشيعة، إن “عدداً من القرى في شمال مدينة (كارناتاكا)، تواظب على إحياء مناسبات دينية مختلفة، أبرزها ذكرى عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام) ضمن ما أسماها التقرير بـ (بوتقة الانصهار) بين أتباع الطوائف والأديان المختلفة في المدينة ذات الأغلبية العرقية الكنادية”.
وأضاف التقرير أن “من بين الأمثلة على هذا التوحّد الشعبي، هو ظهور الأدب المحلي المسمى بـ (رفايات) أو (محرم بادا) والذي يكون على شكل قصائد دينية تُنشد باللغة الـ(كانادية) السائدة في مدينة (كارناتاكا)”، مشيراً الى أن “هذه القصائد تصف موقعة كربلاء الخالدة التي دارت رحاها سنة 680 م، والمعنية بترجمة شخصيات إسلامية بارزة مثل الإمام الحسين، والإمام القاسم، والسيدة سكينة (سلام الله عليهم أجمعين)”.
وأوضح كاتب التقرير “ديفياشري موداكافي”، أن ” قصائد الـ (رفايات) هي تقليد شفهي يتم إنشاده عادةً خلال الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام عبر تهيئة جوقة مكوّنة من منشد رئيسي متبوعاً بمجموعة من خمسة إلى ستة منشدين آخرين”، مبيّناً أن “من بين أبرز طرق إلقاء هذه القصائد هي على شكل أسئلة وأجوبة، حيث يقوم أحد أفراد المجموعة بطرح السؤال، ليجيب عنه أعضاء المجموعة الآخرين ضمن إطار سرد حكاية متزامنة”.
وينقل “موداكافي” عن عالم الأبحاث الشعبية، “آرون جولاداكودليجي”، تأكيده عبر لقاء خاص، أن “قصائد الـ (رفايات) الفلكلورية تعتبر مصدراً عظيماً لدراسة التاريخ”، فيما يشير الباحث المحلي المتخصص بهذا النوع من القصائد، ومؤلف المشروع البحثي المعنون بـ “ذاكرة كربلاء في الخطابة الكانادية”، “تشاند باشا إم”، الى أنه “على الرغم من قلة الدراسات التي تثبت تاريخ الكتابة عن موقعة كربلاء في قصائد الـ (رفايات)، إلا أنه يقال إن الشاعر الصوفي (شريف شيشونالا)، هو من قام بنظم أول قصيدة (رفايات) عن كربلاء”.
وضمن الإطار نفسه، فقد بيّنت صحيفة “ديكان هيرالد”، أن التسمية الكانادية لقصائد “رفايات”، بالإضافة الى الصوتيات المعتمدة فيها، تتوافق مع كل من الأسلوب الشعري للأدب الفارسي المسمى بالـ “رباعيات”، والقصائد الحسينية الناطقة بلغة الأردو، الـ “مرسيات”.
واختتمت الصحيفة تقريرها المفصل، بالإشارة الى دعوة الكاتب المحلي ومؤلف كتاب “محرم باداغالو” حول هذا النوع من الأدب، “داستاجير أليبهاي”، إلى بذل المزيد من الجهود البحثية والعلمية عن الـ “رفايات” بسبب كونها “غير موثقة إلى حد كبير” حسب وصفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى