بعد عمليات الترحيل القسرية.. أمراض عدة تصيب الأفغان العائدين من باكستان
في وقت تستعد باكستان لإعلان جدول زمني لإجلاء جميع اللاجئين الأفغان النظاميين وغير النظاميين، بحسب ما أعلن وزير الإعلام والثقافة في حكومة إقليم بلوشستان، جان محمد أجكزاي، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة كويتا، تتواصل سلسلة عودة أولئك غير النظاميين إلى بلادهم التي يدخلونها بأعداد كبيرة عبر منفذي تورخام (شرق) وسبين بولدك (جنوب).
ويواجه العائدون مشاكل مختلفة أبرزها وأكثرها خطورة تفشي الأمراض الموسمية، حسب ما تؤكده جهات مختلفة ومنظمات إنسانية تعمل للمساهمة في تقديم خدمات لهم مع حلول الشتاء والبرد القارس في مختلف مناطق أفغانستان.
يقول ناشطون أفغانيون في أحاديث متفرقة تابعتها وكالة أخبار الشيعة: “يحتك الناس بين بعضهم البعض في مواقع عدة أولها مراكز الانتظار، حيث يسجلون أسماءهم وبصماتهم للدخول، وبعدها المخيمات، حيث لا تطبق إجراءات للوقاية من تفشي الأمراض، علماً أن تدابير صحية معتمدة للتعامل مع أمراض عادية وحالات طارئة، وتجوب فرق الأطباء الخيام وأماكن تجمع العائدين والمنافذ الحدودية التي يدخلون منها، مضيفين أن مؤسسات قد أنشأت نقاطاً صحية تضم أطباء متخصصين، لكن عدد العائدين كبير، في حين أن حجم الإجراءات أقل”.
ويقول أطباء مختصون، “تنتشر أمراض عدة بين العائدين، بينها معوية بسبب تناول أغذية ذات مصادر مختلفة ولا تخضع لرقابة مثالية في الطريق إلى المخيمات، علماً أن بعض اللاجئين يعودون من مناطق نائية في باكستان مثل إقليمي كشمير والبنجاب ومدينة كراتشي. وتعالج هذه الأمراض بسهولة عادة، وأيضاً الأمراض الموسمية مثل تلك للحنجرة والصدر والسعال، لكن المشكلة الأساسية تتمثل في الأمراض المزمنة والمعدية التي يعاني منها عائدون كثيرون، وبينها أمراض الربو والكلى والكبد والسل والظهر واليرقان، خاصة ما يعرف محلياً باسم اليرقان الأسود، وهو التهاب الكبد الوبائي. وبعض هذه الأمراض ينتشر بسرعة، خاصة أن الجو متاح لذلك والمناعة ضعيفة لدى معظم العائدين، وبينهم أعداد كبيرة من الأطفال وكبار السن.
أما بعض المصابين بالسرطان الذين أخرجوا من باكستان، فيواجهون أسوا الحالات، خصوصاً أنه لا يمكن علاجهم في أفغانستان، ما يجعل وضعهم الصحي مزريا. وعموماً لا تتوفر وسائل دفء وإيواء مناسبة لكثير من العائدين”.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت في بيان أصدرته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أن الحاجة ملحة للاهتمام بالجانب الصحي للعائدين من باكستان، وأن توفير رعاية صحية لهم يحتاج إلى 10 ملايين دولار، محذرة من تفشي الأمراض في أوساطهم بينها شلل الأطفال، وأيضاً من ارتفاع عدد الوفيات نتيجة تفشي الأمراض.