نشرت صحيفة “إنديان إكسبريس” الرسمية الهندية، مقالاً افتتاحياً تناولت فيه واقعة كربلاء الخالدة في ترسيخ أساسات الوحدة الوطنية في بلادها.
وقالت الصحيفة في مقالها الذي ترجم مضامينه مركز كربلاء للدراسات والبحوث وتابعته وكالة أخبار الشيعة، إن “الصراع الطائفي الذي اندلع في أرجاء الهند خلال عشرينيات القرن الماضي، قد دفع بالكاتب الهندي الشهير (بريمشاند) الى القيام بواجبه في توعية مواطنيه الهندوس حول ما وصفه بـ(الجوانب القيّمة للإسلام والمسلمين) عبر استثمار أحد الأحداث الواقعة في القرن السابع الميلادي، كقصة رمزية وطنية”.
وأضاف المقال أن “البروفيسورة (نشأت زيدي) التي كانت تشغل حينها منصب رئيس قسم اللغة الإنكليزية في الجامعة الإسلامية بمدينة (نيودلهي)، كانت قد نجحت في ترجمة كتاب (بريمشاند) المعنون بـ(كربلاء)، بصورة تستحضر النزعة الإنسانية للموقعة، إلى الجمهور الناطق بالإنكليزية”.
وأوضحت كاتبة المقال “جوناكي راي” أن “استشهاد السبط الأصغر للنبي محمد، الإمام الحسين (صلوات الله عليهما) مع عائلته وأصحابه على يد الطاغية يزيد في صحراء كربلاء، لم تكن مجرد معركةٍ بين الخير والشر فحسب، وإنما كانت أيضاً قصة تضحية بطولية وخيانة فجّة، مما يجعلها استعارة أدبية شعبية في عالم السياسة، إلى درجةٍ ألهمت معها جميع التوّاقين للحرية والاستقلال، بدءاً من الزعيم السياسي، العلّامة (مولانا أبو الكلام خير الدين الحسيني)، وحتى القائد الثوري الشهير، (المهاتما غاندي)”.
وبيّنت “راي” أن “الأديب (بريمشاند) قد نجح في تحويل ثورة كربلاء الخالدة، إلى قصة رمزية وطنية، حيث أوضح وبما لا يدع مجالاً للشك، أن هوية الفرد يجب أن تحددها الإنسانية بدلاً من الطائفة أو الجغرافيا، فناضل جاهداً من أجل نشر جميع كتاباته باللغتين الأوردية والهندية، ليُختتم هذا النضال على يد (نشأت زيدي) في إيصال أهداف الكاتب الى الجمهور الناطق بالإنكليزية كخطوة مهمة على طريق الجهر بمبادئ كربلاء على نطاق أوسع لما تحمله من مشاعر إنسانية خالصة”.
وأشارت الكاتبة الى أن “ترجمة (زيدي) تُعد جزءاً جديداً من فصول تقليد طويل في إعادة رواية الفاجعة”، مستشهدةً بعدة رموز أدبية بارزة في هذا الإطار، ومنهم الشاعر الكشميري “آغا شهيد علي” صاحب قصيدة “كربلاء: تاريخ بيت الحزن”، والروائية الهندية “عصمت جغاتي” مؤلفة كتاب “قطرة دم”.