أكّد المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، على ضرورة استلهام القيم العظيمة والمبادئ المثلى لثورة العشرين الخالدة ليومنا هذا ومستقبلنا في العراق والعالم، مشيراً إلى أن تاريخ ثورة العشرين تاريخ مجيد وعظيم ويجب أن يعرفه العالم.
وقال سماحته في كلمة له بالذكرى الثالثة بعد المئة للثورة المجيدة: إن “التاريخ اليوم يجب أن يسجّل هذه البطولات ويعرفها لكل الأجيال، حيث قُدّمت التضحيات الكبيرة في هذه الثورة العظيمة التي كانت تحت قيادة مرجعية شيعية حكيمة ورشيدة”، مبيناً أن “هذه الثورة ورغم ما فيها من التضحيات الكبيرة إلا أنها انتصرت ودحرت أكبر قوة كانت في العالم وأوقعت بالاستعمار البريطاني شر هزيمة”.
وأشار المرجع الشيرازي إلى أن “قوة هذه الثورة وسبب انتصارها على الظالمين تكمن في ثلاثة أمور، أولها أن قيادتها الحكيمة كانت مؤمنة إيماناً عظيماً بالله (سبحانه وتعالى) والاعتماد عليه وقبول وعده (عزّ وجل)، وثانياً قوّة هذه القيادة ومواقفها المشرّفة وكلمات قائد الثورة الإمام الميرزا الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه)”.
ونوه سماحته إلى أن “الإمام الميرزا الشيرازي تأسى بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت كلماته تؤكّد أن هذه الثورة هي دفاعية وليست هجومية، وهو كذلك تأسى بالإمام الحسين (عليه السلام) الذي خرج إلى كربلاء بعد أن ضايقه القوم اللعناء ولما أعلنوا أنهم يريدون قتله منع أصحابه من رمي حتى نبلة واحدة وقال إني أكره أن أبدأهم بقتال”.
وأضاف بأن “في العراق حصل نفس الأمر وقد انكسر الشعب جراء هجوم الاستعمار البريطاني وأخذ الأسرى من العراقيين، فكانت ثورة العشرين المجيدة والتي أكد فيها الإمام الشيرازي على احترام الأسرى البريطانيين كما أنه ضحّى حتى بابنه من أجل حرمة العراقيين وتحقيق النصر الكبير على الاستعمار”.
وشدّد سماحته بأن “أبناء الشعب العراقي اليوم عليهم الاستلهام من هذه العبر والمثل السامية، وعليهم العمل بما عمل به الإمام الشيرازي وهي الاعتماد على الله (سبحانه وتعالى) والالتفاف حول القيادة الحكيمة للمرجعية وتحقيق التلاحم بين العشائر العراقية الغيورة لصدّ اي اعتداء آثم”.