ردَّ المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي على إصرار المستشرقين الغربيينَ بوصف الحروب التي خاضها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالتوسّعية، مؤكداً أن النبي المصطفى لم يبتدأ بالقتال أبداً خلال فترة حكومته الشريفة.
ولأن الإسلام دين الرحمة والسلام والوئام، فلم يرغب بالقتال ولم يشجّع عليه لذاته كما لم يشرّعه لرغبة فيه، وهو ما شدّد المرجع الشيرازي على التعريف به أمام العالم أجمع.
وقال سماحته في كلمة له بهذا الخصوص، نشرها الموقع الرسمي وتابعتها (وكالة أخبار الشيعة): إن “من السمات البارزة في سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي سيرة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في الحروب، ترك الابتداء بالقتال”.
وتابع بأن “شروع القتال والبدء بالحرب لم يكن أبداً من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولا من وصيه المرتضى (عليه السلام) ولا لمرّة واحدة”، مشيراً إلى أن “هذا الأمر واضح وجلي في كل العشرات من الحروب التي فُرضت عليهما (صلوات الله وسلامه عليهما)”.
وبيّن سماحته بأنّ “الإمام الحسين (عليه السلام) هو الآخر أعلن ذلك بشكل واضح في نهضته الإصلاحية العظيمة، وأكّد على عدم البدء بالقتال والسير بذلك على سيرة جدّه وأبيه (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وطبّقها في يوم عاشوراء الدامي”.
وعلى عكس الحروب الصليبية وغيرها من الحروب التي شهدها التاريخ البشري والهادفة للتوسّع والاحتلال والحصول على الغنائم، شدّد المرجع الشيرازي بأنّ “الحروب التي خاضها نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) كانت دفاعيةً ولم يبتدئ بالقتالِ مع المشركين أبداً”.
ولفت سماحته في وقت سابق، بأنّه “مع اشتداد الحروب على المسلمين فإنّ دفاع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في هذه الحروب كان مليئاً بالقيم العليا والمبادئ الإنسانية، فقد حرّم قتل النساء والأطفال والشيوخ ومعاملة الأسرى بالمعاملة الحسنة”.