عسفان السعودية.. المدينة التي تُوّجت ببركات سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله)
تحوّلت إحدى المدن التاريخية في السعودية والمعروفة باسم مدينة عسفان، إلى منطقة جذب سياحي بسبب شهرتها وبعدّها المدينة التي سار عبرها أربعة من الأنبياء المطهرين (صلوات الله وسلامه عليهم).
وقال المهتم بتاريخ عسفان وآثارها محمد إبراهيم في تصريح لصحيفة (الشرق الأوسط) السعودية، تابعته (وكالة أخبار الشيعة): إن “عسفان تُعدّ بوابة شمال مكة وممر طريق الأنبياء والقوافل؛ فقد مر بها النبي صالح، والنبي هود، والنبي إبراهيم، والنبي محمد – عليهم الصلاة والسلام”، لافتاً إلى أن خزاعة سكنت عسفان أيام النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ومساكنها كانت تمتد من منتصف وادي قديد إلى عسفان جنوباً، وكان (صلى الله عليه وآله) يفضل المرور بها قبل فتح مكة المكرمة”.
وأضاف بأن “تسمية هذه المدينة يعود لكثرة الأودية التي تعسف بها، ومن أهمها وادي مدركة، ووادي حشاش، ووادي هدى الشام، ووادي الصغو، وتجتمع كلّها في عسفان، ومن ثم تنحدر غرباً عبر سهل الغولاء لتصبّ في البحر الأحمر شمال ذهبان”.
وتابع بأن “القوافل وخاصة من حجاج بيت الله الحرام يطيب لها أن تحطّ في عسفان وتقيم بها، لتتخلص من وعثاء السفر وتتزود بما تحتاجه من غذاء وماء؛ إذ يوجد بها أكثر من 10 آبار حلوة الطعم”.
ولفت إبراهيم إلى أنّ “هذه الآبار جفّت خلال حياة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولما مرّ بها و(تفل) في أحدها، عاد الماء من جديد ولم ينضب منها منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ببركات سيد الخلق محمد (عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام)”.
وأضاف بأن “المدينة تضم قلعة أثرية كانت توفر الحماية للقوافل التجارية ولقوافل الحجاج، وقد أُعيدت هيكلتها وترميمها مجدّداً لتكونَ شاخصاً تاريخياً مهماً”.
وأوضح أكثر بأن “المدينة اكتسبت أهمية استراتيجية وتاريخية، بدأت مع بداية طريق القوافل من اليمن إلى الشام قبل البعثة النبوية، كما كانت على طريق القوافل الدينية بين مكة والمدينة، واليوم عادت أفضل مما كانت عليه، مع مرور الطرقات إلى جدة وبين مكة والمدينة”.