“وكالة أخبار الشيعة” تابعت زحفهم الهادر.. مشاهد نادرة لا تراها إلا في مسيرة الأربعين الحسيني صوب كربلاء المقدسة
على طرقات عبّدها الشوق لزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) في ذكرى أربعينيته الخالدة، تحدّى الملايين من الزائرين كل الظروف وواصلوا زحفهم الهادر لإحياء الزيارة الأربعينية المباركة، حيث قطعوا حتى الآن ربع المسافة الواصلة من مناطقهم النائية إلى مدينة كربلاء المقدسة.
ويقطعُ الزائرونَ المشاركون بمسيرة العشق الحسينية مئاتِ الكيلومترات للوصول إلى مرقد معشوقهم سيّد الشهداء (عليه السلام) مارينَ على بساتين النخيل السامقة التي لا تطأها الأقدامُ المباركة إلا في هذه المناسبة العظيمة.
ويستقبل أهالي القرى العراقية بشغف كبير زوار الأربعينية، حيث يهبّون لفتح أبواب بيوتهم لتقديم الخدمات اللازمة لهم، فيما تتوزّع المواكب الحسينية على طول الطريق من أجل إيواء المشاركين وإطعامهم على حبّ سيّد الشهداء (عليه السلام)، كما لا يغفل الشباب عن تقديم كل ما يلزم حتى المساج الطبي للأجساد المتعبة.
أما النساء الزينبيات من كبيرات السن والفتيات وصولاً إلى البنات الصغيرات، يشاركن بعزم كبير في إطعام الزائرين، حيث يصنعن الطعام بأيديهنّ ليقدّمنه ساخناً وشهياً لمحبي الحسين الشهيد (عليه السلام).
وتتنافس عدسات المصوّرين العراقيين والأجانب لتوثيق خطوات الزائرين الكرام، فبعضهم يسير حافي القدمين على التراب الملتهب إثر حرارة الجو، وآخرون حملوا آباءهم وأمهاتهم على ظهورهم، وكذا أطفالهم في عربات صغيرة، في سبيل الوصول والعبور إلى ضِفة الأمان في كربلاء الحسين (عليه السلام).
أما قصص السخاء والوحدة والتوفيق الإلهي الذي جمع كل هؤلاء من مختلف الديانات ومن شتى بقاع العالم، يتعذّر جمعها وتوثيقها في سجلّ واحد، إلا أنّها ستظل أعظم القصص وأجملها، وتبقى الأجيال اللاحقة تقصّها كأعظم شيء حصل في أعمارهم كلّها.