نشرت شبكة “پي بي أس PBS” التلفزيونية العالمية وعبر موقعها الإلكتروني الرسمي على شبكة الإنترنت، تقريراً مفصّلاً كشفت من خلاله عن مدى الإجرام الذي ارتكبه النظام البعثي المقبور بحق أتباع آل البيت الأطهار في وسط وجنوب العراق إبان الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991م.
وقالت الشبكة في تقريرها الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إنه “بمجرد إندلاع الإنتفاضة في محافظة البصرة المحاذية للحدود الكويتية، فقد سارعت إلى التمدد في وسط وجنوب العراق حيث سيطر الثوار على المدن في ظل هروب أزلام صدام حسين”، مشيدةً في سياق التقرير بمن وصفتهم بـ “الثوار الشجعان” في التوجه نحو بغداد في الوقت الذي تجنبت قوات التحالف، دعمهم بسبب خشيتها من علاقة محتمله لهم بالإسلاميين الإيرانيين.
وبيّن التقرير أن “نظام صدام كان قد أقدم بواسطة الحرس الجمهوري بحملات قمع وحشية ضد سكان جنوب العراق من الشيعة دون تمييز بين ثائر عسكري أو مدني بريء، حيث هاجم أزلام النظام، المناطق الشيعية بالدبابات وتدميرها بصورة شبه كاملة، بما في ذلك العتبات المقدسة في النجف وكربلاء التي تم استخدام بعضها كمقرات للقتل والتعذيب والاغتصاب، فيما لم تسلم حتى المناطق السكنية والمستشفيات في محافظة النجف الأشرف من القصف البري والجوي، بل شهدت شوارعها عمليات إعدام ميدانية بحق جميع من يتم الاشتباه به.
وأكّدت الشبكة التي تتخذ من ولاية “فرجينيا” الأمريكية مقراً لها، إنه “في الوقت الذي كان فيه السكّان الشيعة يهربون بحياتهم من بطش قوات صدام، كانت الطائرات المروحية تلقي عليهم مادة الـ (كيروسين) أو (النفط الأبيض) ليتم بعدها حرقهم وهم على قيد الحياة، كما اختفى أي أثرٍ لآلاف المواطنين الشيعة أثناء تلك العمليات ولم يُعرَف مصيرهم حتى الآن بالرغم من اكتشاف مئات المقابر الجماعية”.