“لا تأخذوا خبزي ومائي”.. تظاهرة نسائية ضد إغلاق صالونات التجميل في أفغانستان
فرقت عناصر من حركة طالـ،ـبان مظاهرة نسائية في العاصمة الأفغانية كابول، خرجت احتجاجاً على إغلاق صالونات التجميل، التي تعد مصدر الرزق الأخير وآخر فضاءات الحرية والتواصل الاجتماعي بالنسبة للسناء الأفغانيات، بعد جملة القيود التي فرضتها الحركة على النساء منذ استيلائها على السلطة في البلاد في آب من العام 2021.
ويتوقع أن يؤدي إغلاق صالونات التجميل، الوارد في مرسوم نُشر في نهاية حزيران/يونيو، إلى زوال آلاف المحال التجارية التي تديرها نساء غالباً ما لا تكون لأُسرهن مصادر دخل أُخرى، في وقت تشكّل هذه الصالونات آخر فضاءات الحرية والتواصل الاجتماعي بالنسبة للأفغانيات.
وكُتب على لافتة رفعتها متظاهرات في شارع بوتشر في العاصمة كابول، حيث الكثير من صالونات التجميل، “لا تأخذوا منّي خبزي ومائي”.
مصادر إعلام محلية أشارت إلى أنّ نحو خمسين امرأة شاركن في تظاهرة، الأربعاء (19 يوليو/تموز 2023)، الأمر الذي لفت انتباه الأجهزة الأمنية التابعة للحركة بسرعة.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو شاركتها المتظاهرات مع وسائل إعلام، سلطات إنفاذ القانون التابعة لطالـ،ـبان وهي تستخدم خراطيم إطفاء الحرائق لتفريقهن، ونادراً ما تشهد أفغانستان تظاهرات وهي تفرق بالقوة عموماً.
وندّدت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (مانوا) بكيفية التعامل مع التظاهرة، وقالت في تغريدة لها إن “المعلومات بشأن القمع الذي مورس ضدّ تظاهرة سلمية للنساء احتجاجاً على حظر صالونات التجميل – في ما يشكّل آخر إنكار لحقوق المرأة في أفغانستان – مقلقة للغاية”، مضيفةً أن “لدى الأفغانيين الحق في التعبير عن آرائهم من دون أن يواجهوا بالعنف”، مبينةً “أن على سلطات الأمر الواقع احترام هذا الحق”.
وكانت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمهلت الصالونات شهراً لإغلاق أبوابها، حتى يكون لديها الوقت الكافي لبيع مخزونها، وبرّرت الوزارة هذا الإغلاق بالقول إنّ مبالغ باهظة تُنفق في الصالونات من أجل الأعراس، معتبرة أنّ ذلك يشكّل عبئاً ثقيلاً على الأُسر الفقيرة.
وكانت تُعتبر أماكن آمنة للنساء كي يتمكّن من الالتقاء مع بعضهن بعضًا في غياب الرجال، كما أنّها مكّنت الكثير من النساء من ممارسة نشاط تجاري خاص بهن.