متوليا العتبتين الحسينية والعباسية يشدّدان على إحياء مصيبة عاشوراء والحفاظ على حرمة كربلاء المقدسة
أكّد المتوليان الشرعيان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، على ضرورة تعظيم إحياء ذكرى عاشوراء الأليمة واستذكار المصيبة الرازية التي حلّت بالإمام الحسين وأهل بيته الأطهار وأصحابه الميامين (عليهم السلام)، وإقامة الشعائر الحسينية المقدسة.
جاء ذلك خلال مراسيم استبدال رايتي قبّتي المرقدين الشريفين من الحمراء إلى السوداء إيذاناً بحلول موسم الأحزان العاشورائية.
وقال الشيخ أحمد الصافي في الكلمة التي ألقاها بالإنابة عن المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي: إن “هذه المراسيم التي نقيمها في هذه الليالي العصيبة الحزينة والكئيبة؛ تذكرنا بما جرى على سيد الشهداء (عليه السلام) في يوم عاشورائه الأليم، لما له من منزلة عظيمة عند الله (عزّ وجل)”.
وأضاف بأن “الإمام الحسين (عليه السلام) إنّما قام بنهضته لرفض الظلم والانحراف ليبين ذلك ويصلح ما تم فساده في المجتمع، لكن شاءت الظروف ان انقلب الناس بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أعقابهم ونشأت حكومة منحرفة أموية أرادت أن تعيدَ الإنسان الى ما كان عليه في الجاهلية من الكفر والشرك وتسلبه إنسانيته”.
وفيما شدّد الشيخ الصافي خلال الكلمة على ضرورة “الحفاظ على قدسية مدينة سيد الشهداء (عليه السلام) والتأكيد على صون حرمتها”، أوضح أن “هناك استهدافاً لهذه المدينة المقدسة، وليست القضية نظرية مؤامرة لكننا نراها بأُم أعيننا”، مضيفاً أننا “كما نعتني بالنظافة علينا أن نعتني بالأخلاق، وكما نعتني بالشكل علينا أن نعتني بالجوهر بما يحفظ كرامتنا”.
وطالب الشيخ الصافي المسؤولين في الحكومة المحلية “بتفعيل قانون قدسية كربلاء، وتوسعة دائرته، وأن لا يقتصر فقط على ما بين الحرمين ومحيطها، وإنما لابد أن يتسع ليشمل كل ما يطلق عليه مدينة كربلاء، وأن يشمل الجامعات، والمعاهد، وللمستشفيات، والمناطق التجارية”.
من جهته أكّد المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية السيد أحمد الصافي، أن إحياء ذكرى عاشوراء هو إحياء للإمامة وعلى المؤمنين الاهتمام بشعائرها والمشاركة فيها.
وقال السيد الصافي: إن “الاستعدادات النفسية من قِبل المؤمنين وإظهار مظاهر الحزن والأسى ولبس السواد، هو من المبادئ المهمّة والأساسية التي درج عليها المؤمنون في كلّ عام، إحياءً لذكرى عاشوراء وهو إحياء للإمامة”، داعياً المؤمنين “في كلّ مكان لمواصلة إحياء شعائرها تبعاً لوصايا الأئمّة (عليهم السلام)، والاهتمام بها والمشاركة فيها والتعبير عن فداحة الواقعة”.
وبين سماحته أن “واقعة الطف هي فاجعة قبل أن تكون عبرة، إذ فيها تجلت الأحقاد الدفينة من قبل العصابات المجرمة التي جثمت على صدر الأمة وانتجت هذه المأساة الدموية”.