عشرات الفتيات الأفغانيات يتعلّمن صناعة السجّاد اليدوي هرباً من عزلتهنّ بعد حظر التعليم (تقرير)
اضطرّت الظروف الصعبة التي تعيشها النساء والفتيات الأفغانيات جرّاء حظر التعليم من قبل حركة طــ،ــالبان المتسلطة على الحكم؛ إلى تعلّم المهن والحرف اليدوية بهدف اكتساب مهاراتها وإشغال أوقاتهم بالعمل وجلب لقمة العيش لعوائلهم.
وشهدت مدن مثل بول خمري وقندوز ومزار شريف الأفغانية، نشاطاً واسعاً لتعلّم الفتيات والشابات صناعة السجّاد (البُسط)، حيث أصبحت محطة مهمة في حياتهنّ في الوقت الحاضر في ظل حظر تعليمهن في المدارس والجامعات.
وقال رئيس جمعية بغلان لصناعة السجّاد، محمد عارف غلامي في تصريح صحفي ترجمته (وكالة أخبار الشيعة): إن “أكثر من (500 أسرة) في المقاطعة تعمل حالياً بنسج السجّاد داخل المنازل والمصانع المحلية”.
وتابع بأن “العديد من العاملات في هذه المهنة هن من طالبات المدارس والجامعات، حيث قدموا على تعلّم هذه الصناعة للهروب من الضغط النفسي وإشغال أوقاتهن بالعمل المفيد”، مبيناً أن “الجمعية تساعد الفتيات في تسويق منتجاتهن من السجّاد وبيعها”.
وأضاف بأن “الجمعية تقوم أيضاً بجلب المواد الخام من كابل لمساعدة الفتيات وتسهيل عملهن”، مستدركاً بأن “الافتقار إلى سوق مناسبة والوصول إلى المواد الخام هما التحدي الرئيسي الذي يواجهه صانعو السجّاد في أفغانستان”.
فيما قالت الشابة ثريا البالغة من العمر (27 عاماً): إنها “تعلّمت هذه الحرفة في سبيل الهروب من الاكتئاب جرّاء حرمانها من إكمال تعليمها والعمل بوظائف حكومية”.
وتابعت حديثها بأنها “مع والدتها وأخوتها يقومون بصناعة سجّاد منسوج يدوياً عالي الجودة، فيما يقوم التجار بشرائه بأسعار بخسة”.
وشاركتها الرأي الشابة سكينة الهاشمي (24 عاماً) بالقول: إن “تحول الكثير من الفتيات لتعلّم صناعة السجّاد والمنسوجات اليدوية يتعلّق برغبتهنّ بإشغال أوقاتهن وهرباً من الضغط النفسي؛ وكذلك المشاركة بإعالة أسرهن مادياً”.
وذكرت الهاشمي بأنها “قبل عملها بصناعة السجّاد كانت طالبة في السنة الثانية لدراسة تخصص العلوم السياسية، ولكن طـ،ــالبان حرمتها من إكمال تعليمها”.
وأضاف، “لا يمكن لأي جهد أن يحل محل التعليم، لكنني أريد الاستمرار في نسج السجّاد حتى يتم حل مشكلة تعليم الفتيات وإعادة فتح الجامعات لهنّ”.
فيما قالت الشابة تامانا حبيبي (25 عاماً) من سكّان مدينة قندوز الشيعية: إن “الفتيات يتمتّعن بحافظ كبير حالياً للعمل في هذه الصناعة التراثية، كما يعملن بجد لسد الفجوة في حياتهن التي كانت مليئة بالتعليم”.
وتابعت القول: “لقد تغلبت الفتيات والنساء على خيبة الأمل”.
وأضافت، “أريد أن أنقل هذه الرسالة إلى جميع أخواتي أنهن يجب أن يبقين ناشطات في المجتمع كما كن في الماضي، وكنساء أن يعملنَ وإظهار إمكانياتهنّ”، مبينة بأن “هذا الطريق الذي اختارته العديد من الفتيات سيكون سبباً في تقدم أفغانستان ونجاحها في المستقبل”.
ودعت حبيبي المجتمع الدولي إلى “دعم الفتيات الأفغانيات من خلال رفع القيود المفروضة على تعليمهنّ”.