مدرّسة أفغانية تحوّل غرفتها “تحت الأرض” إلى فصل دراسي يجمع “230 فتاة” حرمتهن طــ،ــالبان من التعليم
استعادتْ العديد من الفتيات الأفغانيات أملهنّ بالعودة للدراسة وإكمال مشوارهنّ الذي وضعت أمامه حركة طــ،ــالبان المتسلطة على الحكم في البلاد عراقيل ومطبّات بعد فرض قيودٍ صارمة تقضي بإغلاق المدارس أمامهن، بعد تنامي تجربة المدارس (السرية) التي يجري افتتاحها داخل المنازل.
وحوّلت إحدى النساء الأفغانيات غرفتها تحت الأرض في منزلها بالعاصمة كابل إلى فصل دراسيّ، تتجمّع فيه الفتيات الصغيرات لغرض تلقي دروس منهجية تجعلهن يعشن جوّاً قريباً من أجواء المدرسة.
ونقل تقرير صحفي تابعته (وكالة أخبار الشيعة) عن الفتيات قولهن: إنهنّ “شعرن بالأمل مرّة أخرى بعد افتتاح مثل هذه المدارس السرية البعيدة عن عيون عناصر طــ،ــالبان”.
وذكرن بأن “مدرساتهن طلبن مهن أن لا ييأسن جراء الظروف الحالية من فرض القيود على الذهاب إلى المدرسة، لأنه لا يوجد شيء باقٍ على حاله إلى الأبد”.
فيما تقول صاحبة الفكرة (مريم): إنّها “مع فرح الفتيات بحضور هذا الفصل الدراسي (تحت الأرض) فهي متخوّفة كثيراً من أن يكتشفها عناصر طــ،ــالبان الذين كثفوا بحثهم عن المدارس السرية بهدف إغلاقها ومعاقبة القائمين عليها”.
وأضافت بأنها “قد تعرّضت في وقت سابق للتهديد من قبل عناصر الحركة وهي تشعر بالخوف حالياً، ولكنّ أمل الفتيات الصغيرات وطموحهن للتعلّم يخفّف من روعها وخوفها”.
وأوضحت مريم أيضاً أنها “تقوم حالياً بتدريس الفتيات اللغة الإنجليزية، فضلاً عن الرياضيات والفيزياء وتلاوة القرآن الكريم، ويتم ذلك بمساعدة ثلاث متطوعات لتقديم هذه الدروس مجاناً”.
وبينت بأن “فصلها الدراسي اليوم يقدّم دروسه المنهجية لـ (230 فتاة) ضمن جدول زمني متدرج لتجنب جذب الكثير من الانتباه من قبل عناصر حركة طــ،ــالبان”.
وتقول مريم: إنها “إلى جانب تدريسهن، تحثهن دائماً على إخبارها بآلامهن ومشاعرهن ومشكلاتهن للاستماع لهن وإعطائهن جرعة من الأمل”.
وأضافت بأنه “في الوقت الذي صار من الصعب جداً إرسال الفتيات إلى المدرسة، فقد أصبحت هذه المدرسة تمثّل الضوء والأمل الوحيد لهنّ ولي”.