تحذيرات دولية .. أفغانستان فريسة لإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية على سطح المعمورة
حذر البنك الدولي من أوضاع كارثية في أفغانستان على صعيد الإمدادات الغذائية، وذلك بعد شهر من إطلاق منظمات إغاثية دولية تحذيرات مدوية، من أن نصف الأفغان تقريباً، باتوا بصدد مواجهة مشكلة انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول يوليو المقبل على أقل تقدير، بفعل عقود من الاضطرابات والصراعات والأزمات.
وأدرج البنك الدولي أفغانستان بعد موجة حادة من الجفاف في الآونة الأخيرة، على قائمةٍ تضم 6 دول أخرى في العالم، تشهد أزمة مماثلة على صعيد الإمدادات الغذائية، من بينها اليمن والصومال وجنوب السودان، بجانب نيجيريا وهاييتي.
وتزامنت هذه التحذيرات، مع تقرير أصدرته منظمة اليونيسف المعنية بأوضاع الطفولة في العالم، والذي كشفت فيه النقاب عن أن أفغانستان، باتت فريسة لإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية على سطح المعمورة، وذلك بعد وصول عدد من يحتاجون للحماية والمساعدات الإغاثية من بين مواطنيها، إلى أكثر من 28 مليون شخص، من بينهم ما يزيد على 15 مليون طفل.
ويزيد هذا العدد عن نظيره المُسجل العام الماضي، بواقع 4 ملايين شخص، وهي زيادة وصفتها المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية بـ «الكارثية»، وتُعزى إلى استمرار تدهور الوضع الإنساني، بفعل تواصل تردي الأحوال الاقتصادية، وتقلص المساعدات المالية الأجنبية، فضلاً عن تبعات الأزمة الأوكرانية، واستمرار تأثيرات أزمة تفشي وباء كورونا.
وتحذر “اليونيسف” وغيرها من وكالات الإغاثة، في الوقت نفسه من أن نقص التمويل الذي تعاني منه ميزانياتها حالياً، يجبرها على تقليص كميات المعونات الغذائية، التي تقدمها للمحتاجين إليها في أفغانستان، وهو ما يجعل آلاف الأطفال هناك، يواجهون خطر الموت، بسبب سوء التغذية الحاد، خلال العام الحالي.
ووسط توقعات بأن يسقط ما لا يقل عن 97% من الأفغان، في براثن الفقر، في غضون عام واحد لا أكثر، يحذر عاملون في مجال الإغاثة، من أن حوالي 20 مليون أفغاني، باتوا لا يعرفون الآن من أين سيحصلون على وجبتهم التالية، من بينهم 6 ملايين على الأقل على حافة المجاعة.
ووفقاً لأحدث التقديرات، يعاني 12 مليون أفغاني على الأقل، من الجوع الشديد بعد سيطرة حركة طالـ،ـبان على مقاليد الحكم في البلاد، وهو ما يهدد حياة الكثير منهم، خاصة من ينتمون للشرائح الأكثر هشاشة في المجتمع، والمقيمين في المناطق الريفية والنائية.