ختم الأحاديث النبوية الشريفة.. عادة أصيلة تميّز شهر رمضان تونس كل عام
يولي التونسيون الأحاديث النبوية الشريفة عناية كبرى ويحرصون على قراءتها وتفسيرها وحفظها في جلسات خاصة بالجوامع، وذلك برئاسة علماء في الفقه دأبوا على عادة ختم الأحاديث النبوية في شهر رمضان العظيم من كل عام.
وفي تقرير أعدّته صحيفة (العربي الجديد) وتابعته (وكالة أخبار الشيعة)، فإنّ “مراسيم ختم الأحاديث النبوية تعود لسنين طويلة، وكان التونسيون يحرصون على المشاركة فيها تعظيماً لحفظ الأحاديث الشريفة الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)”.
وأوضح التقرير بأن “أئمة المساجد ورجال الدين يحرصون على الحفاظ على عادة ختم الأحاديث النبوية الشريفة، خصوصاً في الجوامع الكبرى في البلاد”.
وبين بأن “عدد جلسات ختم الأحاديث يتجاوز ألف جلسة تتوزّع على جوامع عديدة، حيث يجتمع المصلون عصراً للاستماع إلى مجالس الأحاديث، ويطنب الإمام أو الفقيه في تفسيرها بدقّة بالغة”.
وأشار التقرير إلى أن “هذه العادة المباركة تبدأ في أوّل شهر شعبان المعظم وتختتم في ليلة القدر أو في آخر أيام شهر رمضان العظيم، وهي مدة كافية للغوص في مناهج رسول الله الأكرم (صلى الله عليه وآله) وسيرته الطيّبة”.
ولا تقتصر الجلسات الرمضانية على قراءة الأحاديث فقط، بل تتناول شتّى المواضيع الدينية والفقهية وتفسير بعض الآيات القرآنية وإلقاء دروس مطوّلة تخصّ المسائل الحياتية الدنيوية كالأمانة والصدق وحرمة المساجد وغيرها، لا سيّما أنّ الحضور يشتمل على كلّ الفئات العمرية.
وكانت المجالس تقتصر فقط على الجوامع الكبرى، لكنّ وزارة الشؤون الدينية التونسية بحسب ما أوضحه التقرير “ارتأت أن تعمّم عادة ختم الأحاديث النبوية على أكثر من ألف مسجد تتوزّع في كلّ المحافظات، لتصير مقترنة بالعادات والمراسيم العبادية للشهر الفضيل”.
وإلى جانب ختم القرآن، تحوّلت عادة ختم الأحاديث النبوية من عادة جماعية إلى أخرى فردية أيضاً يمارسها التونسيون في البيوت والجوامع في شهرَي رجب وشعبان وخصوصاً في شهر رمضان، ويختارون إنهاء الختم في ليلة القدر المباركة.