بسبب تغير المناخ.. الرمال المتحركة تهدد بإخفاء مواقع أثرية في العراق
حذّر خبراء عراقيون في مجال الآثار، اليوم الاثنين، من تعرض مواقع أثرية عمرها آلاف السنين في البلد، إلى أضرار كبيرة بسبب العوامل الناجمة عن التغير المناخي، كالعواصف الرملية وتزايد الملوحة.
وقال عالم الآثار العراقي عقيل المنصراوي في تصريح صحفي تابعته (وكالة أخبار الشيعة): إن “عدداً من المواقع الأثرية في العراق معرضة للطمس والاختفاء بسبب العواصف الترابية الناجمة عن تغيرات المناخ والتصحّر”.
وتابع بأن “من بين هذه المواقع منطقة (أم العقارب) التي تعد إحدى أهم المدن السومرية في جنوب بلاد الرافدين”، مشيراً إلى أنها “كانت تتمتع بدور مميز خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد”.
وأوضح المنصراوي بأن “موقع أم العقارب يعاني اليوم من تأثيرات غير مباشرة سببها تغير المناخ، بينها العواصف الرملية المتزايدة في العراق، بالإضافة إلى ما يتعرض له الموقع من أعمال نهب متكررة كما هو حال مواقع أخرى تفتقر لحراسة جيدة”.
واجتاح العراق خلال عام 2022، أكثر من عشر عواصف رملية، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة “فرانس برس”.
ويلفت المنصراوي إلى أن “الرمال المتحركة بدأت تزحف وتغطّي أجزاءً كبيرة من موقع أم العقارب، في ظاهرة مستمرة منذ عشر سنوات”.
وبحسب قوله فإن “الرمال المتحركة، ومع زحفها بكميات كبيرة على هذه الموقع، ربما ستغطي خلال السنوات العشر المقبلة 80 إلى 90% من هذه المواقع” الأثرية في جنوب العراق.
ويتابع المنصراوي: “سيتعين على البعثات الأثرية (المقبلة) بذل مزيد من الجهد” لتنظيف الأرض قبل البدء بالتنقيب.
فيما قال الأستاذ في علم الآثار بجامعة القادسية جعفر الجوذري: إن الرياح حالياً “مليئة بكميات أكبر من الغبار” و”تحمل شوائب من الأرض، خصوصاً الرمال والطمى، ما يؤدي إلى تآكل المباني” الأثرية.
وأوضح الجوذري أنّ المشكلة “تكمن في فصول شتاء أكثر جفافاً ومواسم صيف حارة بصورة متزايدة إذ تُسجل فيها درجات حرارة تتخطى 50 درجة مئوية، الأمر الذي يؤدي إلى “إضعاف التربة وتفتيتها بسبب قلة الغطاء النباتي”.