يمنيّتان تطلقان مبادرة نسوية تواجه أوجاع الحرب بصنع المعرفة
نجحت فناة تشكيلية وكاتبة وباحثة يمنيّتان، بإطلاق مبادرة فنية للاهتمام بالنشاط الثقافي والمعرفي والفني في اليمن التي تعرّضت لأسوأ أزمة إنسانية بسبب الحرب عليها منذ نحو (9 سنوات).
الفنانة التشكيلية جهاد جار الله، المعروفة بنشاطها الثقافي والمعرفي والفني في اليمن، نجحت هي والكاتبة والباحثة اليمنية سبأ حمزة في تأسيس مبادرة لحفظ وأرشفة وإنتاج المعرفة.
وتأسست المبادرة في العام (2022)، وسعت لإنتاج وحفظ المعرفة التي تصنعها اليمنيات، إضافة إلى حفظ وإنتاج المعارف التي تتحدث عن النساء في البلاد.
وقالت جهاد جار الله في تصريح صحفي تابعته (وكالة أخبار الشيعة): إن “هذه المبادرة المعرفية تعمل وفق مسارين، يشمل المسار الأول حفظ المعرفة التي أنتجتها النساء اليمنيات وعنهن في الماضي من خلال البحث والجمع والتوثيق والأرشفة الرقمية”.
وتابعت القول: “في حين يتمثل المسار الثاني في المساهمة بإنتاج المعرفة من خلال تقديم البرامج المختلفة الداعمة للنساء في اليمن والخارج من خلال خلق مساحة آمنة للتدوين وبناء المعرفة”.
وأكدت أنها “تؤمن في مبادرة أرشيف المرأة اليمنية بأهمية التدوين وحفظ الذاكرة والعدالة الاجتماعية”.
وحول الدوافع التي أدت إلى تأسيس هذه المبادرة، أشارت إلى أن “المبادرة أقيمت بجهود طوعية وبإيمان النساء حولنا بهذا المشروع المعرفي، ونعتمد بشكل أساسي عليهن، ورأس مالنا هو النساء”.
وخلال الأشهر الماضية، قامت هذه المبادرة ببعض الأنشطة الرامية إلى تعزيز المناخ المعرفي في اليمن، رغم تداعيات الحرب التي انعكست على مختلف مجالات الحياة.
وتلقت المبادرة دعماً مالياً من السفارة الهولندية في اليمن لتنفيذ أول مشاريعها الثقافية تحت اسم “جدارية هنّ”، الذي ضم (14) كاتبة وفنانة تشكيلية من محافظات يمنية مختلفة.
وحول أبرز اهتمامات المبادرة، توضح جهاد: “نهتم بالمعرفة بمختلف مجالاتها، ونعمل على خلق مساحة لكل المعارف الناشئة من قصص النساء وتجاربهن في اليمن والخارج”.
وشدّدت على أهمية العمل الذي تقوم به في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها بلادها، مضيفة أن “إيماننا بأهمية المشروع هو ما دفعنا للبدء، وهو أيضا ما يحثنا على الاستمرار”.
وأضافت بأن “هناك القليل من المساحات الآمنة التي يمكن للمرأة أن توجد فيها.. نحن نؤمن أنه من أجل سلام دائم وعدالة انتقالية لابد من عدالة اجتماعية، من خلال التعرف على تجارب النساء والتي لا حصر لها، وأيضا التحولات التي تمر بها اليمنيات في حالة الحرب والسلم”.