أصبحت مواكب عاشوراء الأليمة ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في شرق القارة الأفريقية تقليداً سنوياً يُقام على نطاق واسع كلّ عام، منذ أكثر من مئة عام، بفضل جهود الخوجة الشيعة الذين هاجروا إليها من الهند؛ نتيجة الاضطهاد الذي تعرّضوا له في وطنهم.
وكانت هذه المنطقة التي أصبحت تعرف بجمهورية تنزانيا المتحدة، على المذهب السنّي، إلا أنّ للوجود الشيعي الجديد أثره على المجتمع بصورة عامة، وخصوصاً تأثره بالقضية الحسينية الداعية لتحقيق العدالة لجميع بني البشر.
وبحسب ما دونه المؤرخون عن هذا التاريخ المهم للوجود الشيعي في شرق أفريقيا، وتابعته (وكالة أخبار الشيعة) فقد أصبح “يوصف بأنه تاريخ عظيم ورائع يمتد من مطلع القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا”.
وأشار المؤرخون إلى أن “الإسلام الشيعي قد وصل أفريقيا لأول مرة مع مجتمع الخوجة التجاري، وهي طائفة من الهند تحوّلت من الهندوسية إلى الإسلام، حيث بدأَ الخوجة في الاستقرار في شرق إفريقيا في القرن التاسع عشر بسبب الجفاف والمجاعات والاضطهاد الديني في وطنهم”.
وأوضحوا أيضاً بأن “الحاج علي ناثو الرئيس القديم لمجتمع الخوجة الشيعي في زنجبار، وهي أرخبيل في المحيط الهندي قبالة سواحل تنزانيا، قد طلب من الحكومة الاستعمارية البريطانية أن يكون اليوم العاشر من المحرّم، عطلة رسمية وتم منح هذا في عام 1920”.
وتابعوا بأنّ “الوجود الشيعي في المنطقة أصبح على نطاق واسع بمرور السنين، وأضحتْ مواكب عاشوراء وإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) تقليداً متبعاً يقام كل عام تعظيماً للشعائر الحسينية”.
ويلفت المؤرخون إلى أن “الأفارقة تأثروا كثيراً بمبادئ وثقافة المذهب الشيعي، حتى اعتنقه الآلاف منهم وصارت لهم هم أيضاً مواكبهم الحسينية ومراسيمهم الخاصة لإحياء شعائر الإمام سيد الشهداء (عليه السلام)”.