تناولت وسائل الإعلام العربية والأجنبية على نطاق واسع، إحياء ذكرى فاجعة استشهاد الإمام علي (عليه السلام) والتي تعدّ من أعظم المناسبات التي يحييها المسلمون في مختلف أنحاء العالم نهاية العشرة الثانية في شهر رمضان العظيم.
وتركّزت المقالات والتقارير المنشورة في الصحف والوكالات الإخبارية فضلاً عن القنوات الفضائية، والتي رصدتها (وكالة أخبار الشيعة) على عِظم المصيبة الرازية التي ألمّت بالإمة الإسلامية برحيل إمامها وسيدها أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما تطرّقت إلى عدالة أمير المؤمنين وما كانت عليه حكومته الشريفة.
وقال الكاتب اليمني، عبد الرحيم أبو المكارم حماد، في مقال صحفي له نشرته عدة مواقع يمنية: إن “أمير المؤمنين الإمام علياً (عليه السلام) كان خير أهل الأرض في ذلك الزمان، وأعبدهم وأزهدهم، وأعلمهم وأخشاهم لله (عز وجل)”.
وتابع بأنه على الرغم من كل هذه الصفات العلوية، فقد “خذلوه وتخلوا عنه حتى كره الحياة وتمنّى الموت، وذلك لكثرة الفتن وظهور المحن”.
فيما أشارت وكالة (yeni mesaj) التركية في مقال لها عن المناسبة الأليمة، إلى أنّ “الأمة الإسلامية اليوم تفتقد لعدالة أمير المؤمنين (عليه السلام) واهتمامه بالرعية دون تمييز بين أحد وآخر، ففي رحيله الدامي لاقى المسلمون شتّى أنواع الويلات والعذاب والتفرقة والتمييز بسبب السياسات الحكومية الخاطئة التي لم تعمل بسياسته (عليه السلام)”.
أما صحيفة (النهار) الكويتية، فقد نشرت مقالاً للكاتب عمّار كاظم أكد فيه أن “عظمة الإمام عليّ (عليه السلام) تكمن في معرفته بالله وحبّه له، وفي معرفته لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وحبّه له، وفي معرفته بالإسلام وجهاده في سبيله”.
وتابع القول: “في كلّ حركة المسؤولية التي عاشها في حياته، وفي فكره الذي لا يزال العالم بالرغم من كلِّ تقدّمه وتطوّره الفكري، يشعر بأنّ عليه أن يتعلّم منه الكثير، كما لو كان الإمام عليّ (عليه السلام) يعيش في هذا العصر، لأنّ فكره لا يختلف فيه عصر عن عصر، لأنّه فكر الحقيقة، وفكر الحقيقة للحياة كلّها”.
وأوضح كاظم بأن “من حقّ الإمام عليّ (عليه السلام) علينا أن ندرسه وأن نفهمه وأن نقتدي به؛ لأنّه أعطى كلَّ حياته وذاته لله”.
أما موقع (ya biladi) الناشر باللغة الفرنسية، فقد تطرّق إلى حجم المسؤولية العظيمة لأمير المؤمنين (عليه السلام) والأدوار والتضحيات التي قدّمها في سبيل الحفاظ على الرسالة الإسلامية السمحاء.
وذكر بأنّ “الإمام علياً (عليه السلام) خاضَ حروباً ضدَّ أعداء الإسلام، ولم يسلم حتى أُغتيل في محراب مسجد الكوفة”، مبيناً أنه “باغتياله (عليه السلام) تلاشت صورة الإسلام الحقيقية وجاءت الصورة المشوّهة التي استخدمت قوّة الوراثة في تملّك رقاب المسلمين”.