أثيرت حالة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي الهندية، خلال الساعات القليلة الماضية، بسبب تداول فيديوهات وثقت أعمال عنف قامت بها جماعات هندوسية متطرفة ضد المسلمين في عدد من قرى منطقة ساسارام بولاية بيهار شرقي الهند.
ووقعت الأحداث، أثناء مرور “موكب رام نافامي” وهو مسيرة دينية هندوسية، إذ أظهرت المشاهد المتداولة جوانب مختلفة لمظاهر الاعتداء والعنصرية التي طالت السكان المسلمين في القرى التي مرت بها المسيرة.
كما كشفت الفيديوهات إقدام عدد من القوميين الهندوس بلباسهم البرتقالي وهم يدخلون باحة مسجد “موراربور”، ويرشقون المصلين بالحجارة، ورفع بعضهم شعارات تطالب بطرد المسلمين من الهند.
وذكرت مصادر صحفية أن أحداث العنف اندلعت في مناطق متفرقة من منطقة ساسارام أثناء وقت الإفطار، وأن المتطرفين الهندوس أقدموا على إضرام النار في مسجد المدينة، كما تعرضت متاجر ومنازل وسيارات ومقابر إسلامية للحرق، حسب شهادات السكان المحليين.
وعبّر رئيس وزراء ولاية بيهار، نيتيش كومار، عن استيائه في حديثه للإعلام قائلًا “لا بد من وجود طرف مذنب في الحادثة، لأن أعمال العنف لا تندلع وحدها” على حد وصفه.
وأضاف كومار أن الشرطة تحقق في الأمر وتبحث عن المتورطين في الواقعة، بعد تطبيق قانون (144) لمنع انتشار أعمال العنف، الذي يتضمن تقييد الحركة وحظر التجوال في منطقة ساسارام، فضلًا عن قطع الإنترنت.
واستنكر عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الحادثة، إذ هاجم الناشط تانفير أنصاري حاكم الولاية ونائبه، بالقول “نيتيش كومار وتيجاشوي ياداف قدّما هدية رمضان إلى الناخبين المسلمين خلال (موكب رام نافامي) بعد أن أحرقت حشود هندوسية مسجدين في حضور الشرطة، فضلًا عن نهب سيارات ومحال تجارية تابعة للمسلمين”.
ووصف الناشط عارف أيوب الواقعة بأنها “ممارسات إبادة عرقية ضد المسلمين”، مضيفًا “يحدث ما كنا نخشاه دائمًا، وبالنسبة لدولة بحجم الهند، لن يحدث ذلك دفعة واحدة في جميع الأماكن، بل إنه سيحدث كل يوم، وفي أجزاء مختلفة من البلاد بتواطؤ ولامبالاة حكومية”.
وتشهد الهند، منذ أكثر من عامين، حملات اضطهاد واسعة وأعمال عنف ضد المسلمين، تقف وراءها مليشيات هندوسية متطرفة تتبع عقيدة (هندوتفا) العنصرية.