خلف عدد كبير من الضحايا.. خطر الألغام ومخلفات الحرب شبح يؤرق حياة النساء في اليمن
تواجه النساء في اليمن مخاطر كثيرة بما في ذلك خطر الألغام والأجسام الحربية من مخلفات الحرب والتي تسببت بمقتل وإصابة المئات منهن، فيما يعانين أخريات من ألم فقدان زوج أو ابن أو قريب قضوا أو تعرضوا لإعاقات مستديمة.
ويحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي للمرأة، إلا أن كثير من النساء اليمنيات يعشن أوضاعا صعبة للغاية جراء الأوضاع المعيشية المعقدة والمخاطر المتعددة بما في ذلك مخاطر الألغام ومخلفات الحرب.
وتشير تقديرات الحكومة اليمنية إلى أن أكثر من 1800 امرأة وفتاة سقطن ضحايا الألغام خلال سنوات الحرب في عدد من مناطق البلاد.
وأوضحت المحامية إشراق المقطري الناطقة الرسمية وقاضية تحقيق في اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن عملية زراعة الألغام التي رافقت الحرب في مديريات المحافظات اليمنية التي شهدت مواجهات (13 محافظة) لم يكن أحد يتصور حجم هذا التلوث العشوائي والكثيف وعواقبها.
وأضافت كانت المخاوف لدى التجمعات السكانية من القذائف والقصف بسبب الحرب، ولكن أظهرت الحرب شكل آخر مخيف ومدمر تمثل بالألغام، حيث أصبح اليوم هو الخطر الطاغي على السكان خاصة على النساء والأطفال.
وعبرت إشراق المقطري عن استغرابها من عملية الزراعة العشوائية للألغام المضادة للأفراد في المناطق المأهولة، قائلة لا يوجد سبب أو مبرر لزراعة الألغام بهذا الشكل في مناطق كانت مأهولة ترتادها النساء خصوصا، فالألغام المضادة للأفراد هدفها القتل والتشويه وليس لها علاقة بالعمل العسكري.
ووفقا لإشراق المقطري فإنهم في اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان تمكنوا من التحقيق في أكثر من 1800 حالة من النساء هن ضحايا الألغام، وتم إعداد ملفات قانونية بهذه الحالات تتضمن شهادات وصورا لكل حالة.
بدوره قال المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في صنعاء إن النساء خاصة الريفيات يواجهن مخاطر جمة وفي مقدمة هذه المخاطر الأجسام من مخلفات الحرب، مؤكدا أنه وثق مقتل وإصابة 64 امرأة خلال العام الفائت 2022.
وأوضح المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في بيان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ان مخلفات الحرب أثرت على أعداد كبيرة من المدنيين الذين سقطوا جراء انفجار وحوادث مخلفات الحرب.
وأكد المركز أنه وثق خلال العام الفائت 2022، مقتل 10 نساء وإصابة 54 أخريات.
وأشار البيان إلى أن المرأة في اليمن هي الأكثر تضررا من مخاطر مخلفات الحرب، حيث تتعرض حياتهن للخطر أثناء جمعهن الحطب وجلب المياه ورعي الماشية.