العراقيون يحيون الذكرى الـ (32) للانتفاضة الشعبانية ويدعون إلى تخليد بطولات شهدائها وفضح جرائم النظام المباد
يستذكرُ العراقيون اليوم من شمال البلد إلى جنوبه، ذكرى اندلاع الانتفاضة الشعبانية الخالدة ضد النظام البعثي المباد وقمعه لها بعد سيطرته على المدن المقدّسة، والتي خلّف فيها الآلاف من الشهداء الأبرار والدمّارَ للمراقد المطهرة لآل البيت (عليهم السلام).
وأكّدت شخصيات رسمية وشعبية وثقافية وإعلامية، على أهمية إحياء هذه الذكرى العظيمة، التي توافق لـ (16) من شعبان المعظّم، واستذكار بطولات العراقيين الغيارى في دفاعهم ضد الظلم والاستكبار.
وقال الناشط والإعلامي أحمد العكايشي في تصريح لـ (وكالة أخبار الشيعة): إن “إن الانتفاضة الشعبانية التي اندلعت في العام (1991 م) دقّت ناقوس الخطر على النظام المباد وعجّلت بنهايته، إلا أنّها تظل ذكرى حزينة على قلوب العراقيين أجمع”.
وتابع بأن “هؤلاء الشهداء الأبرار يعيشون اليوم داخل قلوبنا، ونستذكر تضحياتهم وما قدموه من أجل الوقوف بوجه الطاغية لما مارسه من ممارسات إجرامية بحق العراقيين، ولذا يجب أن نقف وقفة إجلال أمام هذه التضحيات العظيمات”.
وأوصى العكايشي بأهمية “كتابة تاريخ هذه التضحيات التي قدمها شهداء الانتفاضة الخالدة، من أجل أن يعرف الشباب والأجيال اللاحقة ما قدمته هذه الكوكبة العظيمة من المناضلين الشجعان ووقفهم بوجه أعتى طاغية عرفته البشرية”.
فيما قال الناشط طه الموسوي، أحد المعتقلين السابقين في سجن الرضوانية إبان الانتفاضة الخالدة: “الحمد لله تعالى أننا اليوم نعيش فرحة التخلص من النظام المقبور، ونحن نستذكر بطولات أخوتنا في الانتفاضة المباركة”.
وأضاف، بأن “العراقيين جميعاً يستذكرون الذكرى الخالدة للانتفاضة الشعبانية المباركة التي خرج فيها أبناء الشعب العراقي من أربع عشرة محافظةً من محافظات الشمال والوسط والجنوب ضد نظام صدام المجرم الذي استخدم آلة القتل والدمار والسجون والتعذيب طيل حكمه البغيض”.
وأوضح بأن “العراقيين الغيارى خرجوا إبان الانتفاضة المجيدة ليعبّروا عن رفضهم لذلك النظام الدكتاتوري، والذي لم يستطع ليجهضها لولا استخدامه للأسلحة المحرّمة”.
أما مدير مؤسسة الشهداء في محافظة النجف الأشرف، طالب الجعفري، فقد قال: نستذكر في هذه الأيام أبطال الانتفاضة الشعبانية الذين استمدوا العزم من طريق كربلاء والإمام الحسين (عليه السلام) وساروا على نهجه في مقارعة الظالمين والاستبداديين”.
وأشار إلى أن “مثل هذه البطولات يجب أن تسجّل وتستذكر دائماً، فضلاً عن أهمية رعاية عوائل الشهداء، وهو ما نأمله من الحكومة العراقية لإنصاف أولئك الذين ضحوا من أجل الوطن وإحياء المبادئ الإسلامية الحقيقية”.
كما أوضح الجعفري بأن “عدد المقابر الجماعية المكتشفة في العراق بلغت (210 مقابر) وحصة النجف الأشرف منها (19 مقبرة)، ونأمل من رئاسة الوزراء أن تقف موقفاً مشرفاً معنا، بتخصيص فندق السلام الذي كان مكان اعتقال الأبطال والشهداء، بأن يصبح معلماً لفضح جرائم النظام المباد ومعلماً تاريخياً نستذكر من خلال تضحيات الشهداء الأبرار”.