عوائل سورية تتخذ من المقابر ملجأً لها بعد تعرّض مساكنها للدمار جرّاء الزلزال
اضطرّت الظروف المأساوية ما بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب شمال سوريا، بالمواطنين إلى اللجوء للمقابر واتخاذها مساكن لهم بعد تشرّدهم جراء خسارتهم لمنازلهم السكنية.
وقال تقرير لصحيفة (ذا ناشيونال نيوز) الإخبارية، ترجمته (وكالة أخبار الشيعة): إنّ “مقبرة الصالحين الواقعة في شرق حلب لم تعد مكاناً للراحة الأخيرة (للموتى) فحسب، ولكنها موطن لمن يعيشون ويهربون من آثار الزلزال المدمّر”.
ونقل التقرير عن مواطنين قولهم: إن “هذه المقبرة أصبحت مكاناً يمثل أماناً مؤقتاً لهم لحين الحصول على سكن لائق بهم ولأطفالهم”.
وتابعوا، “نحن الآن نعيش مع الموتى، لأننا لا نعرف إلى أين نذهب، فهناك في كل مكان دمار هائل، ولم يتبق لنا أي خيارات أخرى”.
ويقول الأهالي: إن “الليلة التي ضرب فيها الزلزال مساكنهم كانت الأسوأ في حياتهم، وجاءت بعد المعاناة والويلات التي عاشوها جراء الحرب التي شنّتها الجماعات الإرهــ،ــابية على البلاد”.
وأضاف آخرون بأن “العيش بين المقابر والتوابيت أفضل لهم الآن من العيش تحت منازل تنهار سقوفها في أية لحظة”، مستدركين بأن “معاناتهم الآن تكمن في عدم الحصول على الاحتياجات الضرورية والطعام، فالأطفال يتضوّرون جوعاً وبلا ملابس أو حتى أفرشة للنوم عليها”.
التقرير الصحفي أشار إلى أن “رد الحكومة السورية الفوري بعد الزلزال هو فتح الملاعب الرياضية والمساحات المحلية للناجين، مع ضمان توفير الغذاء والمياه الأساسية، لكن لم يتم توفير المأوى على المدى الطويل”.
ونقلاً عن مسؤول حقوقي أمريكي، فإن “اللاجئين السوريين ما زالوا يواجهون الخطر إذا عادوا إلى ديارهم، في حين أن المساعدات تتدفق ببطء إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ الزلزال، أما في منطقة إدلب التي يسيطر عليها الإرهــ،ــابيون غرب حلب، فإن المساعدات نادرة للغاية”.