مشروع رؤية كربلاء للزيارة الأربعينية يعبرُ خطوة جديدة ومسؤولون وخبراء يصفونه بالريادي والطموح
أكد مسؤولون وخبراء في محافظة كربلاء المقدسة، أن توسعة المدينة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزائرين خلال الزيارة الأربعينية المقدسة، تعدُّ الشغل الشاغل لكل المؤسسات والدوائر الحكومية، ومن بينها مؤسسة مصباح الحسين (عليه السلام) للإغاثة والتنمية التي قدّمت أكبر مشروع في هذا المجال.
وقال المستشار والمهندس المعماري باسم عباس علي في تصريح لـ (وكالة أخبار الشيعة): إن “مؤسسة مصباح الحسين (عليه السلام) وعبر مشروعها الريادي (رؤية كربلاء المقدسة 2030 ـ استيعاب 50 مليون زائر في الأربعينية) سعت لوضع الحلول المتكاملة لاحتضان هذا العدد المليوني المتزايد من الزائرين كل عام”.
وتابع، أنّ “نقاطاً مهمة تحققت خلال الجلسات الست المنعقدة للوصول إلى المرحلة النهائية وإعداد دراسة متكاملة عن هذه الرؤية التخطيطية والفنية وحتى الرؤية الشرعية في موضوع التوسعة”.
وأوضح علي بأن “الفريق الحالي لمناقشة هذا المشروع يضم خبراء وشخصيات لهم دراية ومعلومات جيّدة سيعملون إن شاء الله تعالى على وضع الدراسة المتكاملة لتنفيذ مشروع رؤية كربلاء”.
وأضاف، “يجب علينا في الفترة المقبلة أن نجلس أكثر من جلسة للتفكير في مستقبل المدينة لتحقيق مشروع رؤية كربلاء (2030) وربّما لـ (2050)، حتى تكون المدينة على استعداد تام لاستقبال الملايين من الزائرين”، مؤكداً أن “محبتهم لمدينتهم المقدسة ولسيد الشهداء (عليه السلام) يضعهم أمام مسؤولية كبيرة لتحقيق مثل هذا المشروع الريادي”.
وختم علي حديثه بالقول: إنّ “مشروع رؤية كربلاء للزيارة الأربعينية يعتبر مشروعاً طموحاً وله رؤية مستقبلية بعيدة المدى لوضع استراتيجيات حقيقية ومهمة للتخطيط وخطوط عريضة، والتي تصب في النهاية في مصلحة خدمة المدينة وزائريها الكرام”.
فيما قال قائمقام قضاء المركز في محافظة كربلاء المقدسة، الدكتور حسين المنكوشي لوكالتنا: “تشرّفنا اليوم في حضورنا للجلسة السادسة من مناقشة مشروع رؤية كربلاء للأربعينية الذي قدّمته مؤسسة مصباح الحسين (عليه السلام) للإغاثة والتنمية برعاية المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي”.
وتابع، “من خلال النقاشات المستمرة ظهرت لدينا العديد من الأفكار التي تبلورت خلال جلساتنا هذه، وأبرزها ضرورة إيجاد أماكن خاصة لاستيعاب الزائرين وأعدادهم المليونية”.
وبين المنكوشي أن “هذا الأمر تارةً يقع على عاتق الحكومة المحلية بشكل عام، وتارة أخرى يقع على عاتق الوحدة الإدارية، من أجل إيجاد هذه الأماكن، بعد رفع التجاوزات الحاصلة على الأراضي المملوكة للدولة، وبإمكاننا التفاهم والتراضي مع الأهالي لإيجاد أماكن بديلة لهم، وبالتالي إخلاؤها لتنفيذ مشروع إسكان زائري الأربعينية”.
وأشار إلى أن “هدفهم الأول هو تهيئة كربلاء المقدسة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزائرين، وإيجاد فرص عمل وسكن بديلة للذين يسكنون في الأماكن التي سوف تُخصّص للمشروع، سواء أكانوا من المتجاوزين على أملاك الدولة أو أصحاب الملك الصرف أو العقود الزراعية، لتنفيذ المشروع بأقرب وقت”.
وأضاف، “لدينا تصميم قطاعي وتصميم أساس وخطة هيكلية، فضلاً عن وجود خطة للتصميم العقائدي لتوسعة المدينة والواقعة على عاتق العتبتين المقدستين، ونحن بالطبع ننظر خارج هذا التصميم العقائدي عبر إتاحة مساحات أخرى لإسكان الزائرين”.
وأكد قائمقام قضاء مركز المدينة، بأن “هذه النقاشات أثمرت الكثير من الثمار ومنها الاستعانة بالخطة الموجودة الخاصة لإقامة محطة المترو ما بين كربلاء المقدسة والنجف الأشرف مروراً بمطار كربلاء الدولي وعبر الخط الاستراتيجي، فضلاً عن إكمال خطة النقل الشامل المُعدّة من قبل خبراء وفنيين وأكاديميين سنة (2018)”.
ولفت إلى أن “الخطوة القادمة تتمثّل في الاستعانة بخبراء دوليين للاستفادة من تجاربهم بما يخدم هذا المشروع وتحقيقه على أرض الواقع، دون أن لا نغفل الطاقات الموجودة في محافظتنا وبلدنا، ولكن من الضروري جداً التوسّع دولياً لخدمة هذا المشروع الكبير”.
من جهته أوضح المشاور القانوني للمؤسسة، صلاح الجشعمي، أن “الجلسة السادسة من جلسات مناقشة مشروع رؤية كربلاء للأربعينية، شهدت تغيّراً أو طفرة نوعية، حيث ذهبنا الآن عبر نقاشاتنا المستفيضة إلى استدامة زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وزيادة الأعداد الوافدة إلى كربلاء المقدسة لإحياء الأربعينية المباركة والزيارات الأخرى على مدار العام”.
وتابع حديثه، “ناقشنا في هذه الجلسة زبحضور عدد من الخبراء والمسؤولين المحليين ورئيس المؤسسة حجة الإسلام الشيخ مصطفى المحمّدي، آلية توفير مساحات إضافية لاحتضان هذا العدد المليوني من الزائرين وتوفير الخدمات اللازمة لهم عبر توظيف المساحات الجديدة لذلك”.