وكالة فرانس برس تكتب عن مقبرة وادي السلام: أكبر مقبرة تحاكي “14 قرناً” من الحياة والموت
نشرت وكالة (فرانس برس) الإخبارية، تحقيقاً صحفياً، عن أكبر مقبرة للشيعة في العالم والتي تحاكي (14 قرناً) من الحياة والموت على حدّ وصفها، والمتمثلة بمقبرة وادي السلام في مدينة النجف الأشرف.
وذكر كاتب التحقيق الذي ترجمته (وكالة أخبار الشيعة) بأن “شواهد القبور تمتد إلى أبعد ما يمكن أن تراه العين عبر مقبرة وادي السلام العراقية، والتي غالباً ما توصف بأنها الأكبر في العالم ، وتعتبر شاهداً صامتاً على الحياة والموت على مدى (14 قرناً)”.
وأضاف بأن “الزهور والصور واللافتات الدينية تكرّم العديد من الملايين المدفونين في رمال الصحراء بوادي السلام الواقع وسط العراق”.
وأوضح بأن “قداسة ومكانة هذه المقبرة تعود إلى قربها من ضريح الإمام علي (عليه السلام)، ولذلك يحرص العراقيون الشيعة على دفن موتاهم في هذه المقبرة الشاسعة والكبيرة”.
وينقل التحقيق عن مؤرّخ مدينة النجف حسن عيسى الحكيم قوله: إن “الشيعة الذين يشكون الأغلبية الدينية في العراق، فإن دفن موتاهم بالقرب من ضريح الإمام علي (عليه السلام) أمر مهم وعظيم للغاية”.
ويقول الحكيم: إن “السلاطين والجنود والكهنة والأنبياء مدفونون هنا مع أعداد لا تحصى من المواطنين من مختلف دول العالم”، مبيناً أن “الشيعة يعتقدون بأن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) سيكون شفيعهم في الآخرة”.
وتابع بأن “عدد المتوفين بفيروس كورونا والذين دُفنوا في مقبرة السلام، يعكس أحلك أيام العراق”، مستدركاً بأن “الكثير من شهداء الحرب وشهداء النظام السابق مدفونون هنا، حيث كان ندفن أكثر من (200 شخصً) في اليوم”.
ويقدّر بعض المؤرخين أن أكثر من (6 ملايين) شخص يرقدون في المقبرة، معظمهم عراقيون ولكن أيضاً بينهم شيعة إيرانيون وباكستانيون.
وبحسب تقرير قدمه العراق لليونسكو، تقدّر مساحة مقبرة وادي السلام بـ (917 هكتاراً)، أي ما يعادل (4 آلاف دونم)، لذلك تعد المقبرة الأقدم والأكبر في العالم.