شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم، عقد ندوة فكرية إنسانية تحت شعار (دولة الإنسان) بمشاركة رجال دين من أبناء الطائفتين الشيعية والسنية فضلاً عن شخصيات مسيحية وصابئية.
الندوةُ الفكرية التي عقدها موكب وحسينية النجف الأشرف، بحثت في موضوع التعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة في العالم، وترسيخها عبر مفاهيم وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام).
وقال أحد المشاركين في الندوة، الباحث علي الموسوي في تدوينة له رصدتها (وكالة أخبار الشيعة): إن “الندوة الفكرية أُقيمت تحت شعار (دولة الإنسان) وتحدّث فيها عن عهد الإمام علي (عليه السلام) لعامله على مصر مالك الاشتر (رضوان الله تعالى عليه)، واختصر فيها مفهوم المواطنة والتعبير عن التعايش السلمي”.
وأوضح الموسوي أن “الأديان السماوية جاءت لتعمل على تربية الإنسان وإعداده إعداداً صحيحاً روحياً و مادياً و فكرياً، ليصبح هذا الإنسان الركيزة الفعالة في بناء المجتمعات الإنسانية المتقدمة والمتحضرة، لذلك أوصته الأديان بكل ما ينفعه، و نهته عن كل ما يضره”.
وأضاف، “إذا كانت شعوب العالم تتطلع إلى تحقيق السلام العالمي فإن جميع رسالات الأنبياء (عليهم السلام) تأسست على بناء السلام بين الإنسان وربّه، وبين الإنسان والإنسان”.
وأشار الموسوي إلى أن “التعايش هو نوع من التعاون الذي يبنى بالثقة، والاحترام، ويهدف إلى إيجاد أرضيّة تتّفق عليها الأطراف المختلفة، ويتم عن طريق الاقتناع الداخلي، والرّضا، والاختيار الكامل”.
ولفت أيضاً إلى أن “الحوار بين الأديان يقتصر على التعريف بمبادئ كلّ ديانة، والدّفاع عنها، ومكافحة الفوارق الاجتماعية، وصيانة كرامة وحقوق الأطراف”، مبيناً أن “التّحاور بين الأديان أو التّعايش فيما بينها يعني إيجاد النقاط المشتركة بينهم، وإبراز منظومة القيم الإنسانيّة المشتركة؛ كالتسامح والمحبّة، وضمان حقوق الإنسان وسلامته”.
وأكّد الموسوي بأنّ “التسامح هو المحبة للناس جميعاً وعدم التمييز بينهم على اللون او الجنسية والمعنى السائد للتسامح الديني يقوم على مبدأ قبول الآخر باختلافه وتباينه؛ لكن التسامح الديني في معناه العميق اليوم يرتكز إلى مبدأ فلسفي وديني طليعي”.
ولفت إلى أن “التّعايش بين الأديان ليس تعايشٌ على مبداً الدين فقط؛ بل هو تعايشٌ ثقافيّ، وحضاريّ، كما أنّه يسعى إلى خدمة الأهداف، والأمور السّامية الّتي يهدف إليها الإنسان”.