جموع العلماء والمؤمنين يشيّعون جثمان العلامة الراحل الدكتور محمد حسين الصغير (قدس سره)
شاركَت جموع حاشدة من علماء الدين وأساتذة وطلبة الحوزات الشيعية في العراق، بتشييع جثمان العلامة الراحل الدكتور محمد حسين الصغير (رضوان الله تعالى عليه) إلى مثواه الأخير في مرقد الصحابي الجليل كميل بن زياد بمدينة الكوفة المعظّمة.
وأعربت الجموع المشيّعة عن تعازيها البالغة برحيل العلامة الصغير، الذي كان صاحب فكر ريادي وعطاء ثر منقطع النظير خلال حياته الشريفة التي قضاها في خدمة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ونشر علومهم.
وأكّد المشيّعون بأن رحيل العلامة الصغير يترك جرحاً غائراً في نفوس محبّيه وجميع أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، لما عُرف عنه من العلم والجهاد والمواقف السياسية الحكيمة والفكر الإصلاحي التعايشي الرائد حوزوياً وأكاديمياً.
ويعدّ الفقيد الراحل المولود في العام (1940 م) من ألمع تلامذة المرجع الديني آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدّس سره الشريف)، حيث درس على يديه البحث الخارج في الفقه والأصول، بعد أن التحق بالحوزة الشريفة بعمر الـ (12 عاماً)، فضلاً عن كونه من العلماء الذين تمتّعوا بصداقة متينة مع المرجع الديني الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (تقدست روحه الزكية).
ولم يكتفِ الفقيد الراحل بالدراسة الحوزوية، حيث أكمل دراسته العليا في جامعات القاهرة وبغداد ودرم البريطانية، وحصل على شهادة الدكتوراه في الآداب بدرجة الامتياز عام (1979 م)، وعلى درجة الأستاذية عام (1988 م)، ثم مرتبة الأستاذ المتمرّس (عام 1993 م)، و مرتبة الأستاذ المتمرّس الأول عام (2001 م).
ونسبةً لعلومه الجمة ومكانته الحوزوية، فقد عمل مستشاراً لمراجع الدين الشيعة الذين عاصرهم منذ ستينيات القرن الماضي.
وكان (رضوان الله تعالى عليه) صاحب بصمات رفيعة المستوى، وكان يتمتّع بفصاحة الرأي وشجاعة الأداء، ووصِف برجل المراحل الصعبة التي عاش العراق.